عبد اللطيف الملحم

وكالة «ناسا».. تسمية الكواكب والكويكبات

في البداية، أود أن أبارك لطالب سعودي تم تداول اسمه مؤخرا في خبر اعتقد الكثير بأن له علاقة بوكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء، لأن هذا الطالب فتح أعين الشباب السعودي على أهمية الطموح والبحث والتحصيل العلمي. ولكن الغريب في الأمر، هو أن جهات إعلامية مرموقة ومؤسسات علمية رسمية في المملكة قد أضرت بالخبر وشوهته؛ بسبب عدم معرفتها لكيفية نقل وتوضيح الخبر، والذي كان واضحا للكثير منذ البداية عدم صحته. فهل من المعقول أن تكون هذه المؤسسات الإعلامية والتعليمية ليس لديها أي معرفة مبسطة حيال آلية العمل بوكالة ناسا ولا يعرفون الفرق بين الكوكب (بلانيت) والكويكب (أستيرويد) وآلية تسميتها. وللأمانة، فقد ترددت في كتابة مقال حول هذا الموضوع؛ حتى لا يتم تفسير سطور المقال بصورة خاطئة، إلا أنني تلقيت سيلا كبيرا من الاستفسارات عن الخبر الذي تم سياقه بالشكل التالي (وكالة ناسا لعلوم الفضاء أطلقت اسم طالب سعودي على كوكب تم اكتشافه حديثا).. وبهذا العنوان فقد كان من المفروض أن تعرف أي هيئة علمية أو مؤسسة إعلامية بأن هناك خطأ واضحا في الخبر.في الفضاء القريب (نير إيرث) أو الفضاء السحيق (ديب سبيس) توجد أجرام سماوية. بعضها نجوم مثل الشمس أو كواكب أو كويكب. ويوجد تسعة كواكب في المجموعة الشمسية وأصبحت ثمانية بعد استبعاد كوكب بلوتو ليكون كويكبا. وهذا إضافة للنيازك والشهب. وقامت وكالة ناسا لعلوم الفضاء باكتشاف أجرام كثيرة خارج المجموعة الشمسية. ولكن ما شد انتباهي حيال تناقل الأخبار الخاصة بوكالة ناسا والطالب السعودي هو أن الخبر كان ينقصه التوضيح حيال التسمية ومن قام بها. لأنه وببساطة فجميع الكواكب في المجموعة الشمسية تم تسميتها منذ القدم. وكل ما في الأمر حيال تسمية الكويكبات هو أنه يوجد عدد كبير منها خاصة في مدار كوكب المريخ وكوكب المشتري. ومعظمها صغير جدا لدرجة أن كويكب (سيريس) يمثل ثلث كتلة جميع الكويكبات الأخرى. وما أن يتم اكتشاف أي جسم في الفضاء فيتم مراقبته حتى ينهي دورة حول أي جرم سماوي وعندها يتم وضع أرقام تدل على سنة الاكتشاف وغيرها. وسبب المراقبة الكاملة هو أن بعض الكويكبات يضطرب مداره ويقترب من الشمس وتقل المسافة بينه وبين الأرض وقد يحترق ويتفتت. ومنذ سنوات طويلة تقوم بعض المعاهد والمؤسسات غير الربحية أو اتحاد علماء الفلك بتسمية هذه الكويكبات وفي أحيان كثيرة يتم إطلاق أسماء مدرسين أو طلبتهم ممن يدرسون في الصفوف الابتدائية أو الثانوية، ولكن تسمية أي كوكب جديد فهذا موضوع آخر يحتاج إلى سطور كثيرة.وأخيرا.. فهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها المبالغة بالحديث عن إنجاز علمي لأحد أبنائنا وبناتنا، ولكن كل إنجاز وهمي في نهاية المطاف يغطي على أي إنجاز حقيقي. ونقول إن مثل تلك الأخبار يجب أن ينقحها أهل الاختصاص قبل أن يتم نشرها.