خالد الشريدة

هل نثق بحقوق الإنسان؟

أتذكر أنني قبل عامين تناولت وجبة عشاء في أحد المطاعم وبعدها أصبت بألم شديد في البطن قررت أن لا أذهب إلى هذا المطعم مطلقا، رغم أن الكثيرين يذهبون اليه ولا يصابون بشيء أعلم أنه قد تحسن الآن وربما قد لا يصيبني شيء أذا اعدت الكرة، ولكن رغم كل ذلك لم افكر في زيارته مرة أخرى، السبب هو انعدام الثقة، هناك كثير من الاشياء فقدنا الثقة بها أيضا على سبيل المثال: منظمات حقوق الإنسان التي تحمل اسماء براقة فهي لم تعد جديرة بهذه الثقة، إذ فقدت الكثير من المصداقية بسبب تسييسها لكثير من القضايا. فحينما تدافع عن القتلة والمحرضين على الإرهاب، وتغض الطرف عن كثير من القضايا الإنسانية، من الطبيعي أنني سوف افقد الثقة بهم، لقد تم تنفيذ حكم القضاء في مجموعة من الارهابيين الاسبوع الماضي، كنت أفكر أن هذه المنظمات سوف تؤيد بقوه هذه الإجراءات التي اتخذتها الدولة في تطبيق القانون، بل وسوف وتترحم على ارواح الشهداء من ضحاياهم الذين قتلوا دون ذنب أو سبب بفعل هؤلاء المجرمين..من الصعب أن تجد من يدافع عن قاتل مجرم فكيف بمنظمات تدعي أنها حقوق الإنسان!! وعلى الرغم من ذلك تجهر بالباطل دون تحر او تدقيق، وبكل وقاحه تعترض على تنفيذ العدالة في المجرمين سافكي دماء الابرياء، وأتساءل: هل وضع مسئول هذه المنظمات نفسه في مكان أي أسرة فقدت أحد ابنائها؟ عندها فقط سوف يعلم هل هم مجرمون أم ابرياء يستحقون الدفاع.عاش والدي رحمه الله في المنطقة الشرقية بمدينة الدمام وكنا نسكن في حي مدينة العمال هذا الحي في السبعينات الميلادي كان خليطا من السنة والشيعة، الواقع في ذلك الوقت كان جميلا، عاش والدي مع اشقائي الأكبر مني سنا هذه التجربة الجميلة بكل هدوء، ولكن بعد الثورة الخمينية في إيران، هناك من استغل الخطاب الديني وبدأ يشعل الفتنة ويشق الصف حتى وقتنا هذا، وما زلنا نكتوى بنيران هذه الفتنة، ما أود قوله هو أن المحرض أشد من المجرم اجراما، وجميع القوانين الدولية تعاقب المحرض بعقوبة أشد من الفاعل، نحن في السعودية لا نفرق.. الجميع سواسية في نظر القانون، العدالة لا تعرف سنيا أو شيعيا، من يفعل جريمة سوف ينال عقابه العادل.اقول لمنظمات حقوق الانسان احترموا مشاعر الاخرين، لدينا وطن نريد أن نحميه ولدينا أطفال نريد أن نعلمهم، لا تساووا بين الضحية والجلاد، لا تكونوا عونا للمجرمين، احموا الانسان من شر الانسان، دافعوا عن المحتاجين ولو بكلمة، هناك الاف المسلمين يقتلون ويهجرون فقط لأنهم مسلمون، أعيدوا الثقة لنا فقد فقدناها.