شلاش الضبعان

إجازتي في «البرلندا»

«أين ستقضي إجازة منتصف العام الدراسي؟ بقضيها في البيتلندا، وهذه دولة جديدة ما تعرفونها، تتكون من عدة ولايات: غرفتلندا، وصالتلندا، وأحسنها وأروعها مطبخلندا ومجلسلندا، وإذا تبي النقاهة وسعة الصدر فعليك بالحوشلندا».من هذه الطرفة المنتشرة هذه الأيام، أسأل: من الذي جعل من شروط الإجازة أن نسافر؟! "فبيتلندا" جميل لمن ليس لديه القدرة أو لم ير ضرورة للسفر!أعتقد أننا يجب أن نعيد النظر في سفر الإجازة، الذي أرهق الكثير وسبب مشاكل متعددة، فبعض الرجال يقدم السفر على أمور أهم، بل إن منهم من يستدين؛ من أجل أن يسافر في كل إجازة، ليسعد لحظات وبعدها يتجرع حسرات الدين حتى نهاية العام وربما العمر!وبعض النساء تغضب إن لم يسافر بها الزوج العزيز، وترى أن علامة تقديرها واحترامها تذاكر السفر التي يتم حجزها مع بداية كل إجازة، وإن لم تحصل إلا على رحلة برية فهي فضل ونعمة، فلا بد من السفر وإن طال العناء!والأولاد لا يريدون أن يعودوا للمدرسة وهم لا يملكون جواباً لسؤال: أين ستقضي إجازة منتصف العام الدراسي؟، فهم لا يريدون أن يكونوا محط سخرية فلان وعلان، ما دام أن أهم معايير التميز لدى بعض أفراد مجتمعنا هو: نوع الجوال والملابس والسيارة، ومعها -ولا شك- وجهة السفر!أعتقد أننا بحاجة لمعالجة هذا الأمر الذي يجر مشاكل متعددة، بأن نكون أكثر ثقة بأنفسنا أولاً، ولا ننساق خلف حمى المقارنات، التي إن بدأت لن تتوقف، فلكل شخص ظروفه وإمكانياته التي يجب أن يضع خططه وفقها، بدون تقليد للآخرين، الذين أيضاً لهم ظروفهم وإمكانياتهم المختلفة!الأمر الآخر الذي نحتاجه: دراسة قرار السفر، هل هو الخيار المناسب، أم أنه يحتاج لتأجيل؛ لوجود التزامات أهم؟فإن كانت هناك التزامات أخرى، يجب أن يكون لها أولوية.. لماذا نسافر ونرهق أنفسنا بالدخول في دوامة قد لا نستطيع الخروج منها بسهولة؟!أما جوابي على سؤال: أين ستقضي إجازة منتصف العام؟فهو في الوجهة المفضلة ولاية (برلندا) وهي ولاية جميلة لا تحتاج إلى حجوزات، وتتميز بالسياحة الحرة.