عيسى الجوكم

كأنك يا «بو زيد ما غزيت»..!!

  المزاج العام، والموجات العالية، والشلالات المتدفقة في عملية النقد، وتسليط الضوء على القضايا الكبيرة ليست بالضرورة صائبة، فهي تحمل من العواطف الجياشة والانفعالات الوقتية ما تغيب الرؤية السليمة لمستقبل أفضل، وبعضها لا يتعدى فقاعة "مع الخيل يا شقرا".  تذكرون.. الموجة التي علت سماء الرياضة السعودية أواخر رئاسة الأمير سلطان بن فهد، وبداية رئاسة الأمير نواف بن فيصل لاتحاد الكرة، حيث كانت نغمة إتاحة الفرصة لنجوم الكرة السابقين ورؤساء الأندية استلام قمة الهرم في اتحاد اللعبة عالية، لحد لا يمكن لأحد فرملة هذا التوجه، أو حتى إبداء رأي مخالف، وإن ألمح بين سطوره خطأ تلك "الزفة"، فأقل ما يوصف به مطبل وجبان "ويريد العيش" طبعا، ولا ننسى خادم البشوت والمرتزق.. والقائمة تطول.  كان البعض يتباهى بتجربة بكينباور في اتحاد الكرة الألماني وبلاتيني في فرنسا، ولكم باقي استعراض الأسماء والاتحادات، والمصيبة الأكبر في مجتمعنا الرياضي هي عميلة القياس والمقارنة لمجتمعات رياضية أخرى، تختلف في نظامها العام وطبيعتها الجماهيرية والإعلامية عن بيئتنا الرياضية مائة وثمانين درجة، لذلك تتغير القناعات سريعا.  المضحك المبكي في فصول هذه القصة أن أشد المطالبين آنذاك بإتاحة الفرصة لفئات المجتمع الرياضي المختلفة لرئاسة اتحاد الكرة هم من يقودون حملة "الشخصية الاعتبارية" لرئاسة الاتحاد في الوقت الراهن، والمؤلم أكثر أن البعض يتحرك حسب المزاج العام بعيدا عن المبدأ والرؤية.  كانوا ينتقدون "سم طال عمرك" في إشارة إلى الرأي الواحد داخل المنظومة الرياضية، وهي نظرة خاطئة في الفهم؛ لأن الأصل ليس "سمّ" كما يعتقد البعض، بل هي كفاءة شخص وبلادة آخر، والأمثلة كثيرة، فهل كان ابن ناصر وناظر والدبل والخضيري وغيرهم من الأفذاذ يكتفون بكلمة "سم"؟ ام أنها تردف بملف ساخن من الأفكار والمقترحات التي تعزز الفكرة وتقدم العمل وربما تخالف رأي فيصل بن فهد "رحمه الله" أو سلطان بن فهد، ومع ذلك يؤخذ بها؟ وهذا ما قصدت به الكفاءة.  أما البلادة فلها طريق واحد، سواء مع الشخصية الاعتبارية أو مع غيرها، فهي سلبية لا تقدم ولا تؤخر في كلتا الحالتين.  أعود لأصل الحكاية، بعد سل السيف من الغمد على "سم طال عمرك"، جاء لهم نجم من الملاعب رئيسا، واستخدم أسلوب إعطاء الصلاحيات للجان، وأبعد نفسه عن التدخلات، وعمل مثل خلق الله في الاتحادات المتقدمة، صوته لا يعدو صوتين في المسائل الجدلية داخل اتحاده، ولكن هذا النوع من العمل لا يصلح لمجتمعنا أصلا وفصلا، لذلك كان في نظر السواد الأعظم "ضعيف شخصية"، بل إن البعض انقلب على نفسه وآرائه، وطالب بالشخصية الاعتبارية لرئاسة الاتحاد.