أنيسة عبداللطيف السماعيل

شهامة وأمل

كم يفتخر الانسان عندما يرى أبناء وبنات الوطن عند الشدائد وتشاهد مواقفهم النبيلة تجدد الأمل، فقد تناقلت وسائل الإعلام المعلمات اللائي ذهبن إلى مدارسهن في احدى قرى حائل وليس لديهن علم بتعليق الدراسة نتيحة سوء الأحوال الجوية وتعرضن لسيل أغرق سيارتهن وكن في لحظات يأس وخوف من الغرق، ولكن شبابنا سطروا صورة جميلة عندما قاموا بانقاذهن وإخراجهن من السيارة بكل قوة واصرار وشهامة ابن البلد الذي أبهر الجميع في مواقف عديدة، فهل نتأمل تلك الصور التي يترجمها كل موقف؟ ان هذا الموقف يترجم صور الاخوة والشهامة للشباب في كل المواقف المذهلة، ان شبابنا لديهم روح جميلة في كل الظروف.. هو الشاب الذي يخدم الحجيج بكل حب ورضا ليكسب الأجر، هم من يتطوع في خدمة المعتمرين وخدمة الصائمين، وهم من يتطوع بكل اخلاص في ما يجري حوله من ظروف طارئة نتيجة السيول والمواسم التي تعيشها بلادنا.. ان هذه الروح الجميلة التي تحمل روح الإصرار والتحدي لكل ما يتعرض له الوطن في كل الظروف ان هذه المشاهد يجب ان تأخذ دورا قياديا ومتميزا خاصة ان أغلبهم عندهم روح قادرة على الانخراط في مراكز تدربهم في كل الاختصاصات التي يحتاجها الوطن والمواطنون مثل كيفية تدريب الشباب على الاعمال التطوعية وممارستها. نحن نحتاج لمسعفين من الإصابات نتيجة الحروق والغرق ولمسعفين نتيجة الحوادث المرورية التي يجب ان يكون مجموعة منهم تتبع لقطاع المرور الذين يجب تدخلهم بصورة سريعة مع المرور وكذلك يكون منهم في مكافحة الحرائق، ان شبابنا بحاجة لأكاديمية متخصصة لمن يرغب في التطوع والتدريب على مستوى عالٍ للتعامل في كل المواقع ويكون عندهم تدريب متميز في كل الأمور للدفاع عن الوطن واستعداد للطوارئ، لذلك نحن بحاجة لمراكز تدريبية في ارجاء المملكة تدربهم تدريبا عمليا متقنا وان يتم الحاقهم في مواقع هي بحاجة لهم خاصة فيما يتعلق بحوادث الطرق لان رجل المرور يجب أن يكون بجانبه مسعفون مدربون خاصة في حالة الكسور والحوادث الحرجة، ويشارك المسعف ويكون مع المصاب، ان شبابنا لديهم قدرات تطوعية دفاعية تجب الاستفادة منها في كل المواقع ونحن بحاجة لادخال مادة أساسية في المدارس وهي كيف تحمي نفسك من الاخطار وعرض برامج متنوعة وتدريبهم على الإسعافات الاولية. إن خير من يخدم الوطن هم شبابه فهم العيون الساهرة في كل موقع وفي كل موقف، إن بلادنا بحاجة لايادي الشباب المخلصين ليس في وقت الأزمات فقط بل في كل الأوقات، نحن نتمنى ان تكون لدينا مراكز متخصصة تخرج اجيالا متدربة في كل الظروف الصعبة.