انيسة الشريف مكي

متى تنتهي اغتيالات فلذات الأكباد؟!

ما أن نغفو من فاجعة إلاّ ونستيقظ على أخرى، جرائم الخادمات في السعودية من القضايا التي تؤرق المجتمع السعودي، حتى عدّها البعض خطراً اجتماعياً قائماً خاصة بعد تزايد جرائم القتل التي ترتكبها تلك الفئة وتغتال فلذات الأكباد، أبرياء لا ذنب لهم. نحر وطعن وقتل أطفال لا حول لهم ولا قوة على أيدي خادمات، بدأت باغتيال الطفلة تالا مأساة هزت محافظة ينبع، بل اهتز لها المجتمع السعودي بأكمله. قُتلت تالا بيد خادمة آسيوية وبعدها طفلة محافظة بني تميم التي لقيت حتفها على يد خادمة افريقية، نُحرت بسكين، وبعدها في شرق الرياض اُغتيلت طفلة في العاشرة على يد خادمة افريقية طعناً، وطفل تبوك «5 أعوام» الذي اغتيل بيد خادمة افريقية. وأبرز تلك الحوادث وأكثرها بشاعة مقتل الطفل عبدالله نحرا على يد خادمتين آسيويتين بمدينة الرياض، وشروع خادمة في قتل جميع أبناء مكفولها بالساطور لرفض الأم تسفيرها. وكذلك قتل افريقية لمخدومتها بعد يوم فقط من وصولها السعودية بـ33 طعنة، وكذلك طعن خادمة افريقية لثلاثة أطفال أثناء نومهم انتقاما من والديهم، وقتل اخرى مخدومتها -أم سعد- وهي صائمة أثناء سجودها في صلاة الضحى بفأس بمدينة الطائف. فاجعة تتلوها فاجعة نغرق في بحر دموعنا وندفن في جحيم آلامنا نتعذب ولكن لا شيء يتغير!! واليوم طفل الرياض آخر جريمة ترتكب ضد الأطفال، حيث أقدمت خادمة افريقية على فصل رقبة الطفل عن جسده من خلال عدة طعنات، جريمة بشعة لم تكتمل بسبب صراخ الطفل وتدخل أمه لانقاذه، وبعد معركة عنيفة استطاعت الأم التغلب على الخادمة وحملت طفلها إلى الشارع طلبا للمساعدة، فقام أحد المارة بحمل الطفل إلى طوارئ مستشفى الملك عبدالله بالحرس الوطني وتمت عملية انقاذه.تعرض الطفل لعدة طعنات بالرقبة وشق أطراف الفم وصولاً إلى الأذن وكذلك طعنات متعددة في اليد اليسرى وأربع طعنات بالظهر. لا يزال في العناية المركزة وتحت التنفس الصناعي مع احتمال بتر إصبع يده اليسرى «وفق الفريق الطبي».أما والدة الطفل فقد تعرضت لكدمات متفرقة في جسدها أثناء إنقاذها ابنها منحها الله سبحانه القوة فتغلبت على المجرمة ونجحت في إنقاذ حياة طفلها. ناهيك عن الآثار النفسية التي أصيبت بها شقيقة الطفل ذات العام ونصف العام وهي ترى شقيقها مضرجاً بدمائه وترى والدتها وصراعها المرير مع المجرمة. لماذا نقدم أطفالنا للخادمات كقرابين مع أننا نعرف أن «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين» والقاتلات لدغنا منهن كثيراً هنا وفي دول الخليج وما زلنا نلدغ ونبكي ونتألم ثم لا شيء جديد!!! تُقتل فلذات أكبادنا كقرابين وأيضاً لأسباب أخرى.. فالانتقام من الأهل الذين يسيئون معاملة الخادمة وارد، وقد يكون أحد الدوافع وراء القتل بهذه الصورة البشعة ولا ننسى نظرية الاغتراب الاجتماعي التي تصاحبه أعقد وأشرس الأعراض التي قد تضر بالفرد وبالمجتمع كله، وكذلك الغيرة، وربما بعضهن مصابات بأمراض نفسية.كنا في السابق نخشى على أطفالنا من تأثير غير المسلمات في انحراف سلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم، وربما يصل الأمر إلى عقيدتهم، وهذه هي الطامة الكبرى. لكن لم يكن في حسباننا أن نفكر لحظة في قتل الخادمات أطفالنا.واليوم بأيدينا نقدمهم قرابين للافريقيات وعقائدهم الفاسدة «قتل المسلم تقرباً، والطفل ملعون»، أو نقدمهم لغدر الآسيويات ونساهم في أسباب أخرى كأذية الخادمات وعدم أو تأخير أجورهن فندفعهن للانتقام.للأسف وضعنا ثقتنا في بعض مكاتب تصدير العمالة التي تستقدم مجرمات دون أن تتحرى الدقة، ودون اخضاعهن لفحص نفسي قبل الاستقدام، أمانة ضيعناها ونبكي عليها!! آمل من الجهات المعنية مشكورة إلزام مكاتب الاستقدام بالحرص وبدقة التحري عن الخادمات من كل الدول بأن لا يكن خريجات سجون أو مريضات نفسياً أو من ذوات المعتقدات الباطلة، كما أرجو معاقبة كل مكتب استقدم الخادمات القاتلات فالجريمة مشتركة إذا ثبت الإهمال وعدم الدقة والاهتمام.كما آمل تعزيز الوعي المجتمعي بكيفية التعامل مع هذه الفئة انطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف بالرأفة بالخدم وإعطائهم حقوقهم.