سليمان أباحسين

خريجو «السفارة» الإيرانية

 في زاوية سابقة تناولت الضبابيين والمطالبة بإعلان مواقفهم السياسية تجاه هذا الوطن وبلدان الخليج الذين هم أبناؤه.، بلا مواربة أو تمويه.. هذا ما يفرضه العقل والمنطق، اللذان يتغنون بهما، بدلا من اللمز والغمز في الفضائيات، وهم محسوبون على الأوطان التي تربوا فيها، وأكلوا منها، واستنشقوا هواء الحرية بها. فالهجمة التي تقودها إيران ضد المشروع العربي وتقرير حق مصير الشعوب وصلت مداها خاصة في دمشق وصنعاء، وما نراه الان في المشهدين العربي والخليجي يتجاوز اليمن فهو مواجهة عربية ضد هجمة شرسة تقودها الطائفة الإيرانية بكل أدواتها من حرس جمهوري وحزب الله والطائفة العلوية والحوثيين وفكر انتهازي لنظم انتهازية مثل بغداد وغيرها. وأدوات الحرب ليست كلها سلاحا، بل إن جزءا كبيرا منها إعلام، وهكذا تفعل إيران في تسخير موارد شعبها للصرف على هذه الاداة مخترقة فضائيات عربية وعالمية، ومعززة مشروع تصدير الثورة وتسويق فكره وتصرف سفارتها الملايين من الدولارات نحو تجنيد من تستطيع تجنيده من مرتزقة الخارج وهم كثر من الكتاب والاعلاميين، بعضهم من أبناء الخليج. هذا على الأقل ما نشاهده ليل نهار في الفضائيات، ومع كل أسبوع ظهور جديد لوجوه جديدة تطبل للمشروع الإيراني، جزء من هذه الوجوه عربي، وجزء اخر مع الأسف خليجي، لكن جميعهم يشتركون في شيء واحد بأنهم من «خريجي بوابة السفارات الايرانية» في عواصم عديدة من بينها سفارات ايرانية عاملة ونشطة في منطقة الخليج. لكن هذا ليس عيبا، فكما ذكرت أن أدوات الحرب ليست كلها جيوشا وعسكرا بل إعلام، وهذا ما تفعله ايران وبعض الانظمة الانتهازية، ولكن ايضا يبقى الدور على بلدان دول الخليج العربي وباقي الدول العربية بمشروع أقوى من خلال تدريب كوادر بكل اللغات، ذكية، متدربة، تدرك الواقع وتعرف كيف تقارع الحجج والاوهام الفارسية في المنطقة العربية. نعم.. من نشاهدهم اليوم على الفضائيات حتى من أبناء الخليج هم من خريجي السفارات الإيرانية، فلماذا لا يكون عند سفاراتنا الخليجية خريجون مثلهم، وهذا حق مشروع في زمن الحرب.