د. عبدالمنعم القـو

الوطن والعلم الرمز

عندما يتخذ أهل الباطل والضلال والفسق والعهر والخوارج علما يرمز لهم ويضعونه على قطعة قماش أو وشم على جبينهم أو أكتافهم وما شابه ذلك فهي دلالة انتماء وولاء ومحبة وتقديس وطاعة، فمنهم من يضع عبارات مكتوبة أو رموز وثنية أو دينية أو سلاحا أو رأس حيوان، وهي تفيد الشجاعة والصبر والاجتماع والتلاحم.. وقد اتخذ المسلمون شعارات كمن سبقهم من الأمم فمنهم من اهتدى ومنهم من ضل وانحرف، وأوضح بيان على الزيغ من انتسب زورا وبهتانا ورفع تسميات كأنصار الله وحزب الله والإخوان والحشد والقدس وداعش والدولة الاسلامية والخلافة، ومنهم على الجانب الآخر من رفع كلمة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله وأقام دولة الشريعة الاسلامية قولا وفعلا واعتقادا كمنهج حياة ودستور في كل ميادين الحياة وأقام دولته منذ أكثر من ثلاثمائة عام بالتكامل والتعاضد بين التوحيد وقدسيته وتطبيقها على مناحي الدولة وأجهزتها وأركانها ومفاصلها العامة والخاصة واستمرت الى يومنا وغدا باذن الله كلمة التوحيد خفاقة لا تنزل أبدا ولا تنكس بموت بشر وهي ترفع ولا تخفض وتعلو ولا تنكس.الا أن الملاحظ وجود بعض المباني الرسمية التي يفترض أنها تنطق بالعلم وتحفيظ القرآن والوطنية وزرع ذلك في نفوس وقلوب وعقول الأطفال منذ سن مبكرة ومرحلة المراهقة والشباب ذات التأثير النفسي المعروف وهي قائمة على ناصية ثلاثة شوارع قد غردت عنها الأسبوع الماضي عبر صفحتي DrAlgow@ وشاطرني في ذلك عدد من المغردين النشطين وأرسلوا صورة لمعالي وزير التعليم ورتويت الشرقية وأرسلت شخصيا لمدير تعليم المنطقة الشرقية للاطلاع وأخبرني أحد كبار ضباط الدوريات السابقين أن هنالك متابعة من قبل وزارة الداخلية على أهمية رفع العلم الوطني واحترامه وانزاله المكانة اللائقة نظرا لما يعبر عنه من تقديس للرب عز وجل واخلاص العبادة له سبحانه وأنه يمثل كذلك محبة المملكة العربية السعودية وقادتنا وترابنا وأمتنا التي تلتف حوله منذ القدم، ومع كل ما سبق شاهدنا أكثر من مرة علما أخضر بماسورة ماء عرض نصف انش حديد ملتف حولها ومن ثم انتكس ونزل وهبط ودنست عباراته بالغبار الملتف حول ناصية الجدار وتألمت للمنظر أكثر من مرة وخجلت لما رآه أبنائي وصرخت وكتبت والحجة أننا باجازة الأضحى، طيب لو احترق المبنى او أصابه مكروه ألن تهرعوا اليه ولو بأحلك ظلمات الليل لنجدته فكيف يستهان بالرمز وعلى شارع رئيسي بحجج أننا في اجازة واذا رجعنا يوم الأحد بنصلحه تراه عذر أقبح من ذنب!ان حب الوطن ورموزه كالقادة والعلم أولى بالاهتمام من اصلاح مكيف خلال الاجازة أو رفع لوحة لاقامة دورة للقدرات بسعر سبعمائة ريال مع مسميات المدرسين الذين يقيمونها.وقبل الختام لا أقبل لغة الاعتذار بل المحاسبة على التفريط لأن مساس شعار الوطن هو خدش وهي سابقة وتعويد نفسي وسلوكي ومنهجي ضار على الطالب والمراهق والناشئ وهي تخزن في ذاكرته ونحن نسعى كاعلاميين وتربويين أكاديميين للتوجيه الوطني الرفيع وغيرنا يشكك عبر خطبة عيد الأضحى في تخصيص يوم للوطن للاحتفال به ويسعون لانكاس العلم ولا يمكن أن تمحى تلك الصورة وهي مظنة أن يزداد أعداد مفرقي الجمعة والجماعات.وفي الختام اللهم أعز وطننا واحفظ مليكنا وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد واجعلهم تمكينا ونصرا للقرآن والسنة والوطن آمين.