مطلق العنزي

«أعراض» المناهج.. «دفوف» وحروب استخبارات..!

في كل مجتمعات الدنيا تصمم المناهج الدراسية على أساس حاجات المجتمع المستقبلية المتوقعة علمياً وفكرياً وتنموياً، من علوم الرياضيات إلى التاريخ والفلسفة، إلى المناهج التي تهدف إلى تزويد المجتمع بقيم دينية وفكرية ووطنية أو الثقافة العامة. وتخضع المناهج للتطوير المستمر.والمناهج الدراسية في وطننا، تتبع نفس الآلية، منذ بداية التعليم في البلاد.مناهجنا لم تعد كتباً دراسية فقط، وإنما حولها البعض إلى «دفوف» يضرب عليها المشاءون بالسوء و«يتجلون»..!، وإلى مناسبات لـ«الركل من تحت الطاولة»، واستفراغات القيوح. وأحياناً التوظيف الكامل في حروب الاستخبارات الدولية والمحاور ضد بلادنا، وفي الحروب الفكرية والحزبية أيضاً، حتى أن عاطلين كلياً و«مرضى» وأحياناً عملاء محاور وجيوب سياسية واستخبارية، وجدوا في التشنيع على مناهجنا وظيفة ومهنة مدرة للأمجاد والتصفيق (وهذه مؤكدة)، وربما الأموال (وهذه متوقعة).يقولون إن مناهجنا تخرج إرهابيين..! ويوردون نماذج من أوباش منظمتي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيتين، وبعض المغالين المرضى، برهاناً على مزاعمهم. مع أن هؤلاء المتغولين، المسوقين لبضاعة الافتراء وكيل التهم ضد المناهج، هم خريجو المناهج ذاتها بقضها وقضيضها وعناوينها وأمتانها وحواشيها، ولم يصابوا بأي أعراض إرهابية..! أم أن جيناتهم ليست من طيتنا..!حسناً كم نسبة أعضاء «القاعدة» و«داعش» السعوديين الذين أصيبوا بـ«عدوى المناهج»، إلى عدد سكان المملكة. حتى الآن عدد الأعضاء في هاتين المنظمتين لا يتعدى 2500 سعودي، ولنقل إن نحو 1000 أو حتى 7000 مصاب في المملكة. كم نسبتهم إلى عدد السكان أو إلى عدد خريجي المناهج؟ لن يكونوا أكثر من المصابين بأمراض انفصام الشخصية.وأعضاء داعش السعوديون لم يصابوا بسبب المناهج، وإنما بسبب تتلمذهم على أشخاص يعادون مناهجنا وطروحاتها، ويرونها «كفرية».وأسامة بن لادن، وجنوده، تنكروا لمناهجنا وتتلمذوا على أيمن الظواهري الطبيب المصري الذي كان يسكن أوروبا، وعلى يد عبدالله عزام الأردني.ومعظم أعضاء داعش والقاعدة أوروبيون وشيشان وأزبك وأفغان ومن شمال أفريقيا، لم يروا مناهجنا ولم يقرأوها بحياتهم، وربما لم يسمعوا عنها.سؤال، إذا كانت مناهجنا هي التي تخرج إرهابيين.. من خرج أعضاء منظمة «بادرماينهوف» الإرهابية الألمانية، ومنظمة «الجيش الأحمر الياباني»، ومنظمة «الألوية الحمراء» الإيطالية؟. وهي منظمات علمانية اشتراكية كانت، في السبعينيات والثمانينيات، تستبيح شوارع أوروبا ومدنها.؟الحقيقة الحرب على المناهج الدراسية السعودية، هي حرب سياسية حزبية وحرب استخبارات، إلى درجة أن أحدهم، وهو جندي صفوي موظف في خدمة إيران، قد أوقف نفسه ومريديه وطاقاتهم على «التنبيش» في المناهج السعودية وتفسير كل ما فيها على أساس حزبي ومرضي، ليقدم تقارير إلى «أصدقاء إسرائيل» والمسيحيين الصهاينة الذين يعادون المملكة، في الكونغرس الأمريكي.وعداء المملكة والحقد عليها وعلى مواطنيها وقادتها جعل من هذا الجندي الإيراني «المقاوم» يقدم خدماته لإسرائيليين وصهاينة، في الوقت الذي ترفع إيران شعارات «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل»..!وسؤال: هل «أبو عزرائيل» عضو الحشد الشعبي الإيراني الذي يتفاخر بشي البشر وتقطيعهم أمام كاميرات التلفزيون في العراق.. خريج مناهجنا أيضاً؟.. وترغوطة دمشق..إذ فيض البهاء وعطور البساتين..قطعة الشمس الشمالية..وفيء المتعبين..وأناشيد صبايا الحقول الخضر.تشتعل..وتتحول إلى محارق ورمادوقيح أحقاد..وبردى نهر من الدمع والدم..والدروب منافي..