كلمة اليوم

ارتفاع الحرارة وعدم الترشيد رفعا الأحمال الكهربائية إلى الذروة في فترة الصيف

سجلت المملكة خلال شهر أغسطس الماضى اعلى حمل ذروي في تاريخها، حيث بلغت الأحمال 62.2 جيجاوات، مقابل 56.5 جيجاوات للعام الماضى، أي بزيادة تقدر بحوالي 10%. والجدير بالذكر ان مقدار الزيادة بالأحمال لهذا الصيف يقدر بحوالي 5.7 جيجاوات، ما يعادل قدرة الانتاج في دول كبيرة. وتعد هذه الزيادة بالقدرة من النسب الاعلى نمواً للطاقة الكهربائية في العالم، وبهذه القدرة الجديدة 62.2 جيجاوات تكون المملكة صاحبة اعلى قدرة في انتاج الكهرباء في الشرق الاوسط، وتتفوق حتى على تركيا، وضمن اعلى 15 دولة بالعالم بالقدرة الكهربائية. وبحسب تقرير هيئة انتاج الكهرباء للعام 2014م، فإن الحمل وقت الذروة لعام 2005م كان حوالي 20 جيجاوات، وهذا يدل على أن الحمل وقت الذروة قد ارتفع بأكثر من ثلاثة اضعاف في عشر سنوات، وهي نسبة تدعو للتفكر وتأمل المستقبل.وفي هذه المناسبة، اشار محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبدالله الشهري الى ان اسباب هذه الزيادة الكبيرة والتاريخية بالحمل الذروي للكهرباء في شهر آب (أغسطس) الماضي ترجع إلى عدة عوامل، من أهمها ارتفاع معدلات درجة الحرارة هذا الصيف في أرجاء المملكة كافة، وتزامن الشهر مع بدء موسم الدراسة في موعد متقدم عن الأعوام السابقة، وأكد أنه لا شك أن برامج ترشيد الاستهلاك لها أثر كبير على تخفيض مستوى الاستهلاك، بيد أنه يتوقف على مدى تفاعل المستهلكين، مضيفا: "نتطلع في القريب العاجل لرؤية هذا الأثر خاصة مع الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية المختلفة في مجال تشجيع تحسين كفاءة الاستخدام وترشيد الاستهلاك". لا شك أن هذه النوعية من البرامج تتطلب تضافر الجهود من قبل الجهات المشرعة والمسؤولة عن التطبيق، إضافة إلى وعي المستهلك بالفائدة المتحققة له وللأجيال القادمة، لا سيما وان المملكة تدعم برامج الترشيد وتوليها عناية كبيرة، وأنشأت جهازا متخصصا وهو المركز السعودي لكفاءة الطاقة، الذي يعمل مع جميع الجهات ذات العلاقة على تفعيل مثل هذه البرامج وإصدار وتحديث المواصفات الخاصة بالأجهزة والمعدات والمصانع والسيارات ورفع كفاءة أدائها وتقليل استهلاكها لمصادر الطاقة المختلفة.ولا بد من مضاعفة الحملات التوعوية التي تستهدف شرائح المجتمع على اختلافها، لتوضيح أهمية اقتناء الأجهزة الاقتصادية ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة، بالاضافة الى تغيير أنماط وسلوكيات الاستهلاك لدى جميع الفئات المستهدفة. ويبدو ان الوقت قد حان لإصدار وتحديث المواصفات الخاصة بالأجهزة والمعدات والمصانع والسيارات، ورفع كفاءة أدائها وتقليل استهلاكها للطاقة، ولكن يبقى رفع مستوى الوعي لدى جميع طبقات المجتمع وبمختلف القطاعات الميزان والخطوة الاهم لخفض نمو استهلاكنا للكهرباء الذي يستنزف ثرواتنا البترولية والغازية الناضبة. ولقد وصلت كمية النفط المستخدم لتوليد الطاقة وعلى الاخص الكهرباء في فترة الصيف اكثر من 100 مليون برميل من النفط. هذا بالاضافة لاستهلاك الكميات الكبيرة من الغاز الطبيعي وزيت الوقود والديزل. وتعادل كمية النفط المستهلك ثلث الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء، أي ان الوقود الذي استهلك لإنتاج هذه الطاقة من الكهرباء في فترة الصيف يقدر بحوالي 300 مليون برميل نفط مكافئ. والجدير بالذكر ان سعر برميل النفط الخام بالمملكة لتوليد الكهرباء يقدر بحوالي 4 دولارات، وهو سعر رمزي اقرب الى المجان.