د. محمد حامد الغامدي

مقابلتي للرئيس اليمني المخلوع

■ تقول العرب: الجار قبل الدّار. هل يجري هذا على الدّول أيضا؟! هل للدول حق اختيار جيرانها؟! الدّول بأنظمتها تصبح صديقة أو عدوة. تصبح الرموز وليس الشعوب. الأنظمة في بعض الدول تعني تراكم مصالح أفراد، يشكلون مصلحة فرد واحد. لا يهمهم مصالح شعوبهم. لكم حق التوسع في التعريف، إلى أن تصلوا إلى معسكرات الخير والشر، وعلى كل الأصعدة. احترسوا من معسكرات الشر، على الأقل بالنيّات.■ أمامي شخصية (المخلوع) (علي عبدالله). كان رئيس دولة عربية نحترمها. ميزة اليمن أنه أصل العرب. بعض زعاماته ورجاله يتجاهلون هذه الحقيقة. بدلا من الاستعانة بالعرب يستعينون بالعدو. تلك مفارقة ليس لها تفسير غير المرض النفسي. هل هناك أكثر جرما من توطين عدو الأمة العربية عبر التاريخ في اليمن؟! عدو بأهداف واضحة وطموحات مُعلنة.■ أنقلكم لشخصية عادية لا أعرفها ولا تعرفونها. شخصيّة تشبه (المخلوع) في طباعه ومواقفه. قابلته في أحد الشوارع. اليكم القصة. احكموا بأنفسكم. ليس بالضرورة أن تكون مشهورا ليكون لك قصة. كوني كاتب رأي، فنحن شركاء. أنت قارئ، وشخصي قارئ وكاتب. حسب نظرية (على دلعونة) يتم التوافق بين (كاني) و(ماني)، لنسج علاقة القارئ بالكاتب.■ في عصرية ذات يوم مشمس حالك الظلام. راكبا سيارتي ماشيا في أحد الشوارع. كان برفقتي كافة أفراد العائلة الصغيرة والكبيرة. قبل أن تتوسع وتتقسم إلى عوائل بآراء مختلفة. الزوجة تحتل المقعد الأمامي يمين سعادتي. تعلن أنني سائقها وعيالها. في أحد المنعطفات واجهت سيارة صغيرة متعطلة وسط الشارع، بزاوية قوس قزح. تحول المكان إلى كومة سيارات. ذكرتني بالشربة اليابانية العربية. يسوقونها في مطاعم خالية من الرقابة.■ كنت أقود سيّارة جيب دفع رباعي. ليس لأن أحجامنا (بالونية). لكن لهواجس لا تخرج عن نتائج نظريات (على دلعونة)، قائمة على المؤامرات. تقدم نحوي صاحب السيارة. لا أستطيع وصفه. فيه من كل شيء. كنتيجة أحتفظ بالوصف في ملفاتي الخاصة. احتراما لمؤتمرات الأمّة، وبيانات وقرارات مجلس الأمن. احتراما للفضاء الخارجي أيضا.■ طلب مني دفع سيارته الى جانب الشارع. كانت واقفة في منعطف. نظرت الى زاوية وقوفها. أخبرته أن زجاج النور الأيسر الخلفي لسيارته سيتهشم من الدفع. لم يكترث. أصر على دفع السيارة. أخذ يتوسل ويترجّى. كررت عليه الكلام. لم يقتنع. اقتربت سيارتي إلى سيارته. ترجلت. وجدت أنه بسبب ارتفاع سيارتي سيتهشم زجاج النور الخلفي. أصر على المضي قدما حتى وإن تهشم زجاج الأنوار الخلفية.■ ركب سيارته ليقودها إلى جانب الشارع. توكلت على الله. دفعت بالسيارة إلى الأمام. التحمت سيارتي بمؤخرة سيارته، وبزاوية الوقوف. تهشم زجاج النور. تناثر إلى شظايا في المكان. وصلنا بسيارته جانب الشارع. قبل فك الارتباط خرج مسرعا نحوي. كنت أعتقد أنه سيشكرني على المساعدة. لكنه بادرني بالقول وبغضب وانفعال: لماذا صدمتني؟! لقد كسرت زجاج نور السيارة؟! ضحكت. كنت أتوقع أنه يمزح.■ منعني من التراجع إلى الخلف. الشارع أصبح أكثر زحمة. في المشهد (أنا الغلطان). توقفت حركة المرور. الرجل يدعي أنني صدمته من الخلف. حاولت الإفلات دون جدوى. أصر على حضور المرور أو دفع ثمن زجاج أنوار سيارته. أظهرت له موافقتي على تعويضه. طلبت منه السماح بتحريك سيارتي لعبور بقية السيارات. أعلن موافقته وكأنه أمام الجموع يتفضل بتلك الموافقة. تحركت بسيارتي. غادرت المكان مسرعا. تركته خلفي. حتى اليوم لا أدري ماذا جرى لذلك الرجل الذي ذكّرني بمخلوع اليمن.■ الرئيس (المخلوع) في مواقفه يشبه موقف هذا الرجل. يعرف الحقائق ويتجاهل لمصلحته الشخصية. في إحدى خطبه المتخبطة، قال: لو عمل استفتاء للشعب اليمني لاختاروا أن يكونوا سعوديين. هذا مسجل في مواقع الاتصال الاجتماعي. يعرف أن الشعب اليمني يبجل السعودية ويقدر دورها تجاهه. لكن المخلوع ومن حوله تغيظهم الحقائق. هناك أدلّة على مواقفه التي أساءت وتسيء للشعب اليمني ومصالحه.■ آخر ما يفكر فيه (المخلوع) هو الشعب اليمني ومصالحه. الشعب اليمني يعامل في المملكة معاملة المواطنين. الرئيس المخلوع جنى على الشعب اليمني، أثناء حرب الخليج الثانية. ثم كرر نفس الخطأ. في هذه المرة الخطأ كان على الشعب اليمني، وعلى الأمة العربية بكاملها. جريمة توطين إيران في اليمن. أي قذارة يحمل هذا الرجل؟!.