عبد الله الشباط

المهر المسلوب!

منذ ان التقيت بكم وانا أعمل تقديراً وإعجاباً لهذا القادم من مشارف الشام ذات الخضرة والماء وروائح الفل والياسمين، علاوة على طيب الحوار وجودة الماء وجمال الأماكن والنفوس وحسن الأدب والتغني بالشعر، في وقت مضى كانت الشام جنة الهواء والشمس التي يقصدونها في أيام الصيف استبراداً واستراحة من هموم الدنيا وغبار الأيام والجمال والراحة وحسن اللقاء.. هكذا كانت قديماً.وكم شرفت وشرف مجلسي حينما تنازلتم بزيارتي واستمعنا منكم قصيدة تتغنى بالاحساء التي أصبحت موطناً لك الا أن هذه القصيدة خاصة مطلعها:عروس لي وما قدمت مهـراً ولو أمهرت ماوفيت مهراًلسان الحال يهتف بالسجاياوينبض بالهوى عشقاً وسحراًوهنا يجب ان نقف عند مطلع القصيدة التي أثارت الكثير من إسكاتات حقوقية ينبه اليها الدكتور عبدالرحمن الوصيل، الذي يرأس فريق الدفاع عن حقوق تلك العروس التي لم تحصل على مهرها حتى الآن، رغم تكرار العريس لهذه الإشكالية التي أثارت الجدل حول مهر العروس الذي لا يزال في ذمة العريس باعترافه واصراره، حيث يتجلى ذلك الاعتراف في مطلع القصيدة وفي قوله ومع ذلك فالشاعر لا يتنصل من تبعة ما ذكره في مطلع القصيدة فيقول:وقلبي شفها بين الحناياوخط الحب بالجنبين شعراوتألف مهجتي وتقر عيني ويأنس خافقي ليبوح شعـراوطاب لي المقام بصفوود بكنه الروح سكناها استقراوشبت بها وجئت لها شبابا بنيت لها بروض الود قصـراان هذا الشعر هو الاعتراف والإصرار على ما اقترفه الشاعر بحق تلك المحبوبة التي لم تنل حقها الشرعي أكثر من هذه الأبيات اللؤلؤية المتناثرة على لسان الشاعر. ان شاعرنا العكاري يواصل اعترافاته بأنه قدم الى تلك العروس التي احتوته واحتوت أسرته، فوجد لديها الستر والملاذ وبحبوحة العيش، كما وجد بها أهلاً عوضوه فقد الأهل والعشيرة، ومع ذلك لم يعطها مهرها الشرعي مع أن هذه الأبيات كما تقول هيئة الادعاء لا ترد الحقوق الى أصحابها، وان مزيداً من الاستمتاع كفيل بأن يلزم المدعى عليه بلزوم تلك الحقوق.أتيت لها وكنت عزفت عنها فصرت لها كما الأرحام براوشبت بها وجئت لها شبابا بنيت لها بروض الود قصراوالآن نريد ان نستمع الى دفاع المدعى عليه والى مداخلة هيئة الادعاء، حيث نستخلص ما يستحقه الشاعر من غرم وتقرره وتعلنه أمام الناس ليقولوا كلمة الحق والصدق، والى اللقاء حتى يواجه الادعاء ببقية دفاعه فنستخلص منه ما يستحقه من غرم جراء استغلاله لاحتوائها له ولأسرته مدة تتجاوز ربع قرن كما في اعترافاته، وإصراره على التمسك بتلك المكاسب التي يعيش في رياضها بذلك من قوله في أول القصيدة (يا طيب المقام).