سلطان الطولاني - الدمام

توقعات بتراجع الاستثمارات النفطية إلى 700 مليار دولار

أوضح خبراء في قطاع النفط أن الركود في الاقتصاد العالمي وتدهور بعض الأسواق المالية العالمية خصوصا سوق الأسهم الصينية الذي أدى إلى انخفاض الأسهم الأمريكية والأوروبية، مشيرا الى أن وجود توقعات بأن الاستثمارات في قطاع الإنتاج ستتراجع إلى 700 مليار دولار بعد أن كانت تبلغ 900 مليار دولار في عام 2014م.وقال خبير النفط الدكتور سداد الحسيني، إن أسعار النفط كانت منخفضة في الأسبوع الماضي فقد وصلت إلى أقل من 40 دولارا، ولكنها عاودت الارتفاع إلى الأسعار المعقولة والتي تراوح بها سعر البرميل إلى 49 دولارا، وهناك توقعات بالارتفاع إلى أكثر مما هو عليه حاليا لأننا لا نزال في مرحلة تصحيح الوضع.وأضاف الحسيني إن أسباب الانخفاض تعود إلى تدهور بعض الأسواق المالية العالمية مثل تراجع سوق الأسهم الصينية الذي أدى إلى تخوف الأسواق الأمريكية وانسحابها من أسواق النفط، مبينا أن زيادة استمرارية إنتاج النفط العالمي من منظمة «أوبك» تعد من العوامل التي أخّرت ارتفاع أسعار النفط الذي كان متوقعا أن يبدأ بعد نهاية شهر يونيو الماضي على حسب ما كان يعتقده كافة خبراء النفط الدوليين.وعن توقعات خبراء النفط السابقة بمعاودة ارتفاع أسعار النفط بعد انتهاء شهر يونيو الماضي، أوضح أن الخبراء كانوا متوقعين في تلك الفترة بأن ينتعش الاقتصاد العالمي بسبب انخفاض أسعار النفط الذي يؤدي بطبيعته إلى زيادة الطلب، ولكنهم تفاجأوا بأن اقتصاد منطقة الشرق الأقصى وخاصة الصين بدأ بالتدهور، وكذلك الطلب على النفط لم يتحسن وفي نفس الوقت استمرت دول الأوبك في رفع الإنتاج.وأضاف: الأسعار ستعاود الارتفاع من جديد رغم كل العوامل المؤثرة والمتغيرات التي كشفت عنها تقارير دولية ومنها تأجيل 46 مشروع إنتاج نفط لشركات عالمية إلى سنتين قادمتين، إضافة إلى وجود انخفاض بنفقات الصيانة والتشغيل في هذا العام إلى أكثر من 180 مليار دولار، وهذه العوامل سيكون لها ردة فعل بالنسبة للعرض في السنوات القادمة، وفي نفس الوقت زاد استهلاك النفط بمعدل 1.5 مليون برميل في اليوم خلال العام الجاري على حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IEA) والتي توقعت أيضا أن الطلب سيزيد خلال العام القادم إلى 3 ملايين برميل يوميا، مع العلم أن هناك انخفاضا في معدل الاستثمارات، ولكن يبقى التصور بأن الأسعار ستعاود ارتفاعها من جديد.وبالنسبة لتأثر شركات إنتاج النفط بالأسعار الحالية أكد الحسيني أن هناك العديد من الشركات العالمية تأثرت بما يحصل حاليا في الأسواق العالمية بدليل أن البعض منها قام بالاستغناء عن مجموعة من الموظفين بمعدل يتراوح من 6-8 آلاف موظف؛ لأن العمل انخفض عن السنوات السابقة، وكذلك عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة الأمريكية هبط من 1606 إلى 690 منصة تقريبا بسنة 2014م، وهذه العوامل ستسبب عجزا في زيادة الإنتاج خلال السنة القادمة، مؤكدا أن دول الخليج العربي لم تتأثر بهذا الانخفاض لأنه لديها احتياطي مالي جيد ومستمرة في نفس سياسة الإنتاج.