د. محمد حامد الغامدي

بيشة «7-8»: ركام مشاكل.. موقف وزارة المياه

هل ترفض وزارة المياه وتتجاهل نتائج تحاليل مختبرات وزارة الصحة؟! نتائج تؤيد قلق أهل بيشة.. التحاليل أثبتت التلوث بمياه الصرف الصحي.. هل تتحفظ على العينات؟! إذا كان كذلك.. لماذا لا تشارك الأهالي في أخذ عينات بمعرفتها ومعرفتهم.. الهدف إثبات أن مياه سد بيشة خالية من التلوث؟! من حق المواطن التأكد بنفسه من صلاحية ما يشرب.. في ظل ما يراه على الواقع.. وفي وجود ما يثبت تلوث المياه الجوفية في مناطق أخرى. لماذا لا يتم تعميد جهات رسمية محايدة.. تأخذ العينات في وجود بعض الأهالي؟! لنستبعد الشركات التي تشرف عليها أو تكلّفها وزارة المياه.. هناك جهات رسمية نثق في قدرتها وإمكانياتها.. لتؤخذ موافقة الأهالي على الجهات التي يثقون بها.. هذا ليس تدخلا في أعمال الجهات المسئولة.. خطورة التلوث تتطلب ثقة الأهالي فيما يشربون ويأكلون.. على وزارة الصحة المعنية بصحة المواطن وعلاجه التأكد بطرقها الخاصة من سلامة مياه سد بيشة.. وسلامة مياه آبار الدرع العربي.. ركام من مشاكل تتفاقم.. صححوا الوضع. الحل النهائي لركام المشكلة أن تعيد وزارة المياه سد وادي بيشة إلى وزارة الزراعة.. أساسه مشروع زراعي لري نخل بيشة ومزارعها التاريخية.. أنشأت وزارة الزراعة والمياه (سابقا) سد الملك فهد (رحمه الله) على وادٍ جاف بسعة (312) مليون متر مكعب.. تم افتتاحه عام (1419) بعد (13) عاماً من العمل المتواصل.. ماذا تحقق من أهداف السد زراعيا؟! هل من حق وزارة الزراعة التخلي عن مشاريعها الزراعية؟! سد بيشة مشروع زراعي لصالح المواطن.. انشأته الدولة «أعزها الله» لصالح زراعته.. السد كان بهدف خدمة مزارعي بيشة.. هل كانت تسعى وزارة الزراعة للتخلص من أعباء إدارتها؟! هل كان هروبا من متطلبات استغلال السد زراعيا؟! هناك حل لهذه المشكلة أطرحه أمام وزارة الزراعة في المقال الثامن والأخير.. أرجو أن تتبنّاه لصالح نخل بيشة ومزارعها. أدعو وزارة المياه للبحث عن مصادر مياه للشرب بعيدا عن مياه سد بيشة.. جلب المياه من أحد التكوينات القريبة من بيشة عبر أنابيب حل مثالي.. فعلته الوزارة في منطقة نجران.. وأيضا الرياض.. حيث تُجلب المياه من آبار بمحافظة الاحساء على بعد 350 كلم.. هناك التحلية أيضا تشكل مصدرا للشرب في معظم منطقة عسير.. لماذا استثناء بيشة؟! وعد معالي وزير المياه لم يتحقق.. تم نشره في الاقتصادية بعنوان: الحصين: مشكلة المياه في بيشة ستنتهي قريباً (2009).. أسئلة دون أجوبة. المؤكد أن أهل بيشة يرفضون حل مياه الصرف الصحي.. كان يجب احترام رأيهم وأخذه في الاعتبار.. متى تتوقف مياه الصرف الصحي السائبة؟! يتم تحريمها على مزارع (أبها) ثم يطالبون أهل بيشة بقبولها.. لماذا تسمح وزارة المياه بجريانها نحو سد بيشة؟! هناك قوانين وأنظمة تضبط استعمال مياه الصرف الصحي.. هناك جهات تعرف القوانين والأنظمة.. تعرف خطورة تجاوزها.. لكن التجاوزات قائمة! بدليل ما ورد بجريدة الرياض بإزالة (200) مزرعة وجرفها بالمعدات الثقيلة.. لريها بمياه الصرف الصحي.. ذلكم دليل وعي بالخطورة.. لكن هل كان هذا الوعي نتاج متابعة من الجهات الرسمية أم شكوى من الأهالي؟!الرقابة والمتابعة جزء من مهام الجهات المختصة.. عليها يقع العبء الأكبر.. إذا فقد النّاس الثقة في الأجهزة الرسمية.. فهذا مؤشر سلبي.. كسب ثقة النّاس جزء من خدمتهم.. هذا يعزز نجاح صيانة العلاقة.. وترسيخ الولاء والانتماء.. ويعزز الكرامة وحب الوطن.. كيف يمنعون استخدام مياه الصرف للري في أبها.. ويسمحون بجريانها نحو سد بيشة؟! عندما تثار مشكلة فهذا يعني وجود متضرر.. عندما يكون الإنسان والبيئة والتاريخ لهم علاقة بالمشكلة.. فهذا يعني نتائج سلبية على المستقبل.. يدفع ثمنها الإنسان.. والبيئة.. والتاريخ.. والمستقبل.. بيشة إنسان ونخل وماء.. ثلاثة عناصر تشتكي وتتعرض لمشكلة.. هل تحركت الجهات المسئولة بشكل إيجابي لإنقاذ تاريخ بيشة الزراعي ونخلها المشهور؟!أرجو دراسة تلك الاقتراحات وتطبيقها من قبل وزارة المياه.. هي الأقرب لخدمة الإنسان والبيئة وزراعة بيشة.. تجاهل مياه الصرف الصحي في هذه الأودية التي تصب في سد بيشة منقصة وضرر وخطر.. الأهم كيف تتوفر للعمالة مياه الصرف الصحي؟! هذا يعني تدفقها إلى الأودية دون معالجة ورقابة.. الأسئلة تطول مع واقع الحال.. ومع تساؤلات أهل بيشة المشروعة.. أنقذوا واحة بيشة من العطش والتلوث.. ويستمر المقال بعنوان آخر.