سكينة المشيخص

المرأة السعودية .. والمشاركة في المجالس البلدية

اعتقد أن المرأة السعودية قطعت شوطا بعيدا في المسار التنموي بصورة عامة، بما يشمل ذلك أدوارا مهمة في القطاعين العام والخاص، ودولاب العمل العام، وخلال ذلك أصبحت مؤهلة لنيل كثير من الاستحقاقات التي تجعلها شريكة رئيسية وفاعلة في تنمية بلادها، غير أن النظرة التقليدية لا تزال تسيطر على الحياة العامة وتتعامل معها في إطار ضيق غير أن يفتح تدريجيا مع إثبات كفاءتها وجدارتها، وذلك من طبيعة التحولات الاجتماعية التي تأتي تدريجيا مع اتساع القناعات وإثبات الذات.بدخول المرأة مجلس الشورى وزيادة مقاعدها فإنها بذلك خطت الخطوات الأكبر في تأكيد وتعزيز مشاركتها في صناعة القرار، فدورها من الأهمية بما يجعلها تتأهل لمشاركات أخرى، والمجالس البلدية من المستويات المحلية والقاعدية التي لها أهمية كبيرة في تطوير البنية التحتية للمجتمع، فالمرأة أصبحت موجودة في كل موقع ومهنة وعمل، وبالتالي لها رصيدها من المشاركة والمعرفة التي تتطلب التماس المشكلات الاجتماعية وتلك الخاصة بالنساء، والعمل على طرحها في المؤسسات والأجهزة المختلفة لمعالجتها واقتراح الحلول لها.المجالس البلدية ليست غاية في حد ذاتها للمرأة، فالطموح أن يتم ذلك في سياق مشاركة واسعة سلسة وتلقائية من صميم أدوار المرأة في الحياة العامة وتنمية وطنها، وتطوير مجتمعها، وكل المجتمعات العالمية أصبحت تشارك فيها المرأة بفعالية في أجهزتها ومؤسساتها على كافة المستويات التنفيذية والتشريعية والقضائية وغيره، ولكن لأننا أمام تجربة جديدة وتحديات مستجدة نشعر بأن ذلك يبدو غريبا، ولكنه في الواقع نوع من التطور والتطوير الضروري لمسيرتنا وتحقيق أهدافنا التنموية، لأن المرأة جزء من هذا المجتمع وعليها واجبات وأدوار ينبغي أن تضطلع بها من واقع قدراتها وفكرها. هذه المجالس حلقة من حلقات التطوير الاجتماعي، ولا بد أن تثبت المرأة جدارتها فيها كما سبق وفعلت في مجلس الشورى والوزارات، والواقع يتطلب ذلك سواء من ناحية إمكانياتها أو ضرورات التنمية التي لا يمكن أن تعتمد على الرجل فقط، فجميع عمليات التنمية تتم بجميع أفراد المجتمع، والمرأة جزء أصيل في المجتمع، والمستقبل يفتح أبوابه لها لمزيد من التحصيل والحصول على مكاسب تعزز حضورها ودورها بما يؤكد أهميتها في صناعة واقع أكثر نموا وازدهارا، وليس بالضرورة أن نقول إن المرأة قادمة، وإنما هي حاضرة بالفعل ولكن أمامها آخر محطة وهي النظرة التقليدية التي سيعتادها المجتمع وهي تشارك بفعالية في أكثر من موقع من أجل مجتمعها ووطنها كفاعل رئيسي في عملية البناء والتنمية من مختلف المواقع.