عبدالله صايل

الزوج السعودي البطل

هل أنت شاب تواق ومتلهف للزواج؟أنا هنا اليوم لأقول لك: تمهل! فالعزوبية ليست بهذا السوء! ولو سألتني لماذا يجب أن تتمهل سأقول لك التالي:الرجل السعودي المتزوج، يمارس يوميا مهمات بطولية خارقة للعادة، تبدأ من الصباح الباكر، وقد لا تنتهي عند آخر المساء ومنها على سبيل المثال لا الحصر: توصيل المدام للدوام، توصيل الأولاد والبنات للمدارس، التوصيل للأسواق والمولات، ومنها يبدأ مشوار العودة بالتوصيل للمنزل في ظهيرة نهار تلامس حرارته الخمسين مئوية.وإن شئت الخلاص مستقبلا من كل هذا، أو جزء منه على الأقل، عليك إحضار سائق، والسائق له تكاليف استقدام، كما أن له راتباً شهرياً لا يقل عن ١٥٠٠ريال، وهذا سيضاف طبعا لراتب الخادمة الذي يوازي راتب السائق في كثير من الأحيان! واعلم أن السائق لن يتمكن من فعل كل شيء، فلو كنت أبا في المستقبل لطالبتين في الجامعة وطالبتين في المدرسة ومتزوجا من امرأة موظفة، فمن المستحيل أن يمزق السائق نفسه ويحضرهن جميعا في نفس اليوم، وقبل دخول وقت المغرب!واعلم أنك مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في حياة المرأة بشكل سرمدي، فحتى ابنتك التي تنوي التسجيل لدراسة مرحلة الماجستير مطالبة بإحضار موافقة ولي أمر، ولا تستغرب إن طلبوا حضورك وموافقتك لفتح ملف لبناتك في مستوصف الحي!. بالعودة إلى النقطة السابقة، وهي قضية قيام أساسيات الحياة على محور ارتكاز اسمه الرجل أو رب الأسرة، عليك أن تدرك التالي: ٦٠٪ تقريبا من دخلك مدفوع لغيرك، ومنهم السائق (قد تضطر لتأجير غرفة له إن كنت من سكان الشقق)، الخادمة، صاحب البيت أو العمارة، صاحب البقالة التي تقبل بالتسجيل على الحساب!.المتبقي طبعا لن يسلم من قسط سيارتين، السيارة التي تقودها وسيارة السائق، وهي الأهم بالمناسبة! فالسائق إن غضب وقرر ترك العمل، تحولت حياة الزوج السعودي إلى جحيم بسبب استحالة تلبية طلبات الجميع، بما فيها الحضور لعملك في المواعيد المحددة. فحتى سوبرمان (الرجل الخارق) لن يتمكن من الوفاء بكل هذه المشاوير في مواعيدها المحددة وفي مدن مزدحمة ومليئة بالصبات والتحويلات، ومن ثم العودة مبتسماً في الثامنة صباحا لمكان عمله واستقبال توجيهات مدير مستفز، أو مراجع يعتقد أنه عبقري وصاحب حقوق يجب أن تنفذ في التو واللحظة.هل أخبرتك عن تكاليف المدارس الأهلية وغلائها اللاهب؟ أظنني لم أفعل، لكنني سأترك القرار لك ولحكمتك، خصوصا فيما يتعلق بجانب التوصيل. فأنا لا أريد لك أن تنتهي كما انتهي أبو حصة، زميلنا الخلوق الذي اضطر لتقديم تقاعد مبكر جدا، وذلك ليتمكن من توصيل بناته وأبنائه الصغار إلى أماكن دراستهم.