أنيسة عبداللطيف السماعيل

إلى متى؟!

ان أغلى ما يملك ابن آدم هي صحته؛ فهي سر سعادته وسر المتعة في عيشته، وعندما يتعرض للمرض تضيق الدنيا في عيونه، ويبحث عن ما يخفف ألمه، ويبحث عن الدواء لكي يعالج الداء، ويستمتع بالشفاء، ولكن قد يصدم من امور في مراجعاته لبعض المستشفيات، من سوء التعامل اوالانتظار أو الأهمال وطريقة التشخيص أو وصف الدواء بطريقه روتينية دون فحص سريري واهتمام.. اننا نعيش في دولة تنفق الكثير على المجال الصحي، وميزانيتها من اعلى الميزانيات، ولدينا كوادر طبية وطنية مبدعة في كل مجال، وحققت إنجازات في عمليات القلب المفتوح وزراعة الكلى وفصل التوائم، ولكن نرى إهمالا وتسيبا وفوضى في بعض المواقع الصحية، ويتجسد ذلك في الاهمال وعدم المتابعة للمرفق الطبي والمريض. ان ما تداولته الصحف عما حدث في مستشفى مكة لا يصدق ان تصلهم طفلة متوفاة قبل نصف ساعة ويطلب تحويلها لمستشفى الولادة لكي تنهي معاملتها وتهمل في غرفة حتى تتحلل خمسة ايام، من المسؤول؟ وكيف تركت هذه الفترة حتى فاحت الرائحة؟ وأين أهلها؟ هل هذ إهمال او فوضى؟ طفلة لا حول لها ولا قوة، اختارها الخالق.. أين اكرام الميت؟ اين نظافة المستشفى؟ اين الشركة المتعهدة بالنظافة؟ان ما تم اتخاذه من فصل وتأديب للمسؤولين لن ينهي المشكله.. الاستهتار والفوضى يجب ان يوضع لهما حلول تطبق على الجميع؛ لأن الاهمال في هذه القضية يشمل الجميع، اين والدا الطفلة؟ اين متابعة شركة التنظيف؟ اين متابعة الغرف في المستشفيات؟ ان الدولة تصرف بسخاء وعينت اكثر من وزير في فترة قصيرة، ولكن نحن بحاجة لخطة تنظيم شاملة تبدأ من الوحدات الصحية الى عيادات الأحياء الى المستوصفات الخاصة بفحص العمالة الى مرافق الصحة كاملة. ان المرافق الصحية بحاجة لتنظيم ومتابعة ونظافة، والتساهل والتهاون في هذا الموضوع سوف يودي الى فوضى.ان تدخل لجنة حقوق الانسان للوقوف على المشكلة وابعادها واجب أساسي تشكر عليه؛ لأن جثة الطفلة كانت من تاريخ خمسة وعشرين رمضان الى ما بعد العيد. ان الغموض في قضية هذه الطفلة ودخولها المستشفى يؤكد ان الاهمال تعدى حدوده في جانب النظافة.. نحن بحاجة ملحة لإنشاء مؤسسة تشرف إشرافا تاما على المستشفيات من حيث التنظيم والنظافة.. فحياة المرضى امانة وعلاجهم امانة وتنظيم وجباتهم امانة. ان الأمور الإدارية والتنظيمية بحاجة لمؤسسة تشغيل وصيانة مستمرة، ومراقبة على مدار الساعة، والإنجازات الطبية التي حققنها يجب ان تعكسها خدمة راقية ونظافة مستمرة.. اننا يجب ان نحمي مرافقنا الطبية من كل تهاون متعمد من قبل بعض ضعاف النفوس، فهل يتم تشكيل فرق مراقبة ومتابعة ترفع تقارير يومية لحماية صحتنا لكي لا نصل لصورة هذه الطفلة التي يعتبر اهمالها إهمالا لكل مريض حي او ميت، وتجاهلها تجاهل لإنسانية كل مراجع؟ ان الجميع يطالب بخطة تشغيلية مستمرة تتولى المتابعة للحفاظ على ارواحنا وحياة اطفالنا.. ان التجاوزات قد زادت وضيعت كل إنجاز جميل في وزارة الصحة.. ان صحتنا امانة في اعناقكم.* تربوية