د. عبدالوهاب بن سعيد القحطاني

أنماط الإرهاب الاقتصادي «2-2»

تتسارع الأحداث بطريقة مذهلة وعلى وجه الخصوص في الإبداع والابتكار والتطور التكنولوجي في مجال الاتصالات مما ساهم في تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي يستغلها الإرهابيون سواء على مستوى الأفراد أو الدول التي تدعم وتدير الإرهاب الذي يخدم مصالحها. وتقوم جهات خفية بجمع المعلومات عن الدول والأمم الأخرى لخدمة مصالح دول همها الأكبر السيطرة على العالم والاستحواذ على ثرواته. وقد صورت وسائل الإعلام الغربية العولمة بأنها الجنة الموعودة بينما هي لعبة القوي على الضعيف في عالم يسوده الظلم والقهر والاستعباد البشري، حيث نرى العمال يكدحون في المصانع في الدول النامية والفقيرة لتحقيق الثراء والحياة الكريمة لحكومات وشعوب الدول المتقدمة. وتؤكد المعلومة أن العالم اليوم يعيش ظلماً اقتصادياً، حيث إن 75 في المائة من دخل العالم تتركز في يد 25 في المائة من سكانه، في حين تتبقى 25 في المائة من الدخل فقط لبقية الدول الفقيرة والتي تشكل 75 في المائة من العالم.ولليد الخفية دور كبير في ما يحدث في العالم من إرهاب واضطرابات سياسية واقتصادية لأنها تخدم الشركات العابرة للقارات التي تعمل في مجال التسلح وتجد في الحروب فرصة استثمارية. ولليد الخفية دور في التشريعات العدوانية لبعض الدول الاستعمارية لإرهاب الدول الفقيرة والنامية لتبقى دائماً تحت إرادتها وتوجهها. هذا بلا شك نمط خطير للإرهاب الاقتصادي. وبالطبع يعد الإرهاب الاقتصادي خطيرا وتنتج عنه إفرازات مدمرة للمجتمعات والأمم. وما الربيع العربي إلا نموذج واضح من نماذج النظام العالمي الجديد (New World Order) الذي بدت معالمه واضحة بعد انهيار جدار برلين في عام 1992م. إن تجسس الولايات المتحدة على حلفائها وغيرهم يعد إرهابا سياسيا في مضمونه ارهاب اقتصادي للوصول إلى معلومات حساسة فقد تجسست على المانيا وفرنسا واعتذرت عن ذلك ولم تنكره وصرح الرئيس اوباما بعدم تكرار التجسس. الجاسوسية الاقتصادية حتمية في عصر العولمة الاقتصادية والمنافسة العالمية ومن يملك المعلومة والمعرفة يحكم العالم ويتحكم في مصائر من لا يملكها. لقد تجاوزت الجاسوسية الاقتصادية الدول المسيطرة على الساحة والأسواق الاقتصادية لتشمل شركاتها العابرة للقارات والتي تضغط على حكوماتها في كل شأن وعلى وجه الخصوص في الشأنين السياسي والاقتصادي لخدمة مصالحها.