أحمد بايوني ـ الخبر

توجه الشركات بالمملكة لتبني التقنيات المتنقلة لأداء الأعمال

تتوجه الشركات في المملكة خلال الفترة الحالية لتغيير مفهوم أداء الأعمال من التقليدي إلى استخدام معيار الجيل المتنقل المعتمد على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتصلة بشبكة الإنترنت خارج نطاق العمل، مما سيساهم في خلق العديد من الفرص الوظيفية تحت اسم «الموظف المتنقل».وبفضل تقنيات الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية أصبح بإمكان الموظفين وأصحاب العمل حالياً الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني ومستندات العمل الهامة أثناء الحركة والتنقل، وذلك في وجهات ومناطق العمل البعيدة عن المكتب، أو في المنزل، عبر الأجهزة التي تتصل بشبكات «LTE» عالية الأداء والسرعة، والتي تعزز مستويات الإنتاجية في مختلف الصناعات، وذلك عبر السماح للموظفين بإدارة وقتهم بدرجة أكثر كفاءةً، ما سيؤدي إلى تحسين مستوى معيشة القوى العاملة في جميع أنحاء المنطقة، بسبب الحد من ساعات العمل.وقال المدير العام لشركة «فلاي» نيتين سود «ان هذا التوجه يأتي بعد أن شهدت الأعوام السابقة ارتفاع أعداد القوى العاملة التي تقوم بمهامها أثناء الحركة والتنقل، وذلك بعد أن أضحت تقنية الأجهزة الذكية المحمولة ضرورة ماسة للموظفين وأصحاب الأعمال على حد سواء، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الطلب على الأجهزة الذكية، وفي المقابل فإن هناك ارتفاعا في عدد الشركات، في مختلف الصناعات على مستوى منطقة الشرق الأوسط، التي تدرك حجم الفوائد المتأتية جراء تبني مفهوم استخدام الأجهزة الشخصية ضمن بيئات العمل، ما يتيح إمكانية إنجاز المهام أثناء العمل المتنقل، والبقاء على اتصال دائم بالشبكة، وبالتالي تشجيع الموظفين على استخدام الجهاز المحمول الذي يرغبون به ويقع اختيارهم عليه. ويتسارع إيقاع هذا التوجه مدفوعاً بالتطور المستمر الذي يشهده قطاع تقنية الهواتف المحمولة، على غرار انتشار شبكات البيانات من نوع «LTE»، التي تسمح للمهنيين والخبراء بالوصول إلى المعلومات بسرعة أثناء الحركة والتنقل».وأشارت نتائج دراسة مؤسسة «IDC» للأبحاث عن المعدلات المتنامية للقوى العاملة المتنقلة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أن عدد الموظفين المتنقلين سيناهز الـ 244.6 مليون بنهاية العام الجاري في المنطقة كنتيجة لتبني الشركات لمفهوم استخدام الأجهزة الشخصية في بيئات العمل «BYOD»، وتوقعت الدراسة أن يصل عدد الأجهزة الذكية المتصلة بالشبكة إلى 513 مليون جهاز في المنطقة، وأن يتجاوز معدل نمو القوى العاملة المتنقلة في جميع أنحاء العالم ما نسبته 37 % من إجمالي القوى العاملة، أي بزيادة قدرها 30 بالمائة عما حققته خلال العام 2010.وفي سياق متصل رصدت شركة «فلاي» مؤخراً نمواً في معدلات تبني أجهزة الهواتف اللوحية الذكية، باعتباره الخيار المفضل بين العاملين والموظفين في منطقة الشرق الأوسط، وذلك كونها توفر التوازن المطلوب ما بين أداء الكمبيوترات اللوحية، وراحة استخدام الهواتف الذكية.بالإضافة إلى ذلك، كشفت نتائج دراسة حديثة صادرة عن شركة جوجل، أجرتها عن طريق برنامج «Our Mobile Planet»، أن منطقة الشرق الأوسط تتحلى باحد أعلى معدلات انتشار استخدام الهواتف الذكية في العالم. كما أظهرت الدراسة أيضاً أن معدلات الانتشار الأعلى للهواتف الذكية في المنطقة كانت في دولة الإمارات بنسبة 73.8 %، وفي المملكة بنسبة 72.8 %.من جهة أخرى، أفادت شركة أروبا نتوركس بأن ارتفاع الطلب من قبل الشركات التي تتبنى ممارسات العمل المتنقل أدى إلى ظهور جيل جديد يطلق عليها اسم «الجيل المتنقل» «GenMobile»، الذي تدور حياته بأكملها حول الأجهزة المحمولة، وبشكل خاص في بيئات العمل، ويؤمن هذا الجيل الجديد بمفهوم وممارسات العمل المتنقل في أي مكان وزمان.بالمقابل، كشف التقرير الصادر في العام الماضي أن 86 % من المشاركين في الدراسة يملكون جهازين على الأقل من الأجهزة المحمولة القادرة على الاتصال بشبكة الإنترنت، وأن 45 بالمائة منهم يعملون بدرجة أعلى كفاءةً خارج ساعات العمل الرسمية، وأن حوالي 50 % من المستطلعين يفضلون العمل وفق ساعات أكثر مرونة، على رفع رواتبهم بنسبة 10 بالمائة.وحول الاستخدامات الفعلية للأجهزة المتنقلة في أداء الأعمال فقد برهن استخدام الأجهزة المحمولة أثناء العمل على فائدته الكبيرة بالنسبة للموظفين والعاملين في كافة القطاعات والصناعات، وعلى عدة مستويات حيث يمكن للمهندسين الوصول إلى المعلومات الفنية الهامة عند التواجد في موقع البناء، وبإمكان مندوبي المبيعات إدراج منتجات مبتكرة ورائدة عند استهداف قاعدة العملاء المحتملين، كما بإمكان المعلمين رفع معدل مشاركة الطلاب والحفاظ على مستوى أدائهم باستخدام تطبيقات مخصصة، أما خبراء الرعاية الصحية فبإمكانهم الوصول إلى السجلات انطلاقاً من كافة أقسام المستشفى، بينما باستطاعة العاملين في كافة المجالات الصناعية الوصول باستمرار إلى رسائل البريد الإلكتروني والمستندات الهامة الخاصة بهم أينما كانوا.