هدى الفهيد

أيها الابناء: رفقا بالأمهات

ينقص بعض شبابنا النظرة الناضجة لما عليه نظام حياتهم المرورية؟!وينقص بعضهم ممن يفتقد الحس الواعي فن (القدرة على استشراف المستقبل المنبثق من تأمل الواقع).. واقع من يتملك الطريق ويفرض همجيته على من يشاركه الطريق يتناسى حق الطريق وحقوق مستخدميه. والعجيب الغريب حين يتناسى المعُتدِى وجوب استشراف المستقبل لما بعد حصول الحادث المروري، في حال كان هو المسبب او المشارك في الحوادث المرورية.لو استشعر كل مستهتر بالأنظمة المرورية والمتسبب في حدوث الحوادث مآل مستقبله ومستقبل الطرف الآخر المتضرر، في حال وجود الضرر عليهم ومستقبل من له علاقة عائلية بالمتضرر من أثر سلبي نفسي ومادي ومعنوي (من تيتم أطفال وترمل زوجات وصدمة امهات وآباء واخوة واخوات في محيط العائلة)... لكان الحذر ديدنهم واتباع الأنظمة المرورية منهجهم بدون تكلف. كلما رأيت أمامي شابا مستهترا يصادر حقوق الآخرين في الطريق أو صادف أمامي حادث مروري شنيع يذهب ضحيته شباب في مقتبل عمرهم، وتتفاوت اصاباتهم من الوفاة الى الاعاقات المختلفة!! تعايشت ذلك الواقع المأساوي، وطفرت من عيني دمعة شفقة على أسرة ذلك المصاب أو المُتوفى ومن له علاقة قوية به وذهب بي الخيال العاطفي إلى تخيل موقف أمه حين اخبارها بُمصاب ولدها فلذة كبدها، الذي عانت وتعبت في حمله وولادته وتربيته، وكانت تنتظر ان يتحقق عندها اشباع حاجتها الى تقدير الذات من خلال دور ابنها الايجابي والفعال في اشباع حاجاتها المادية من ابنها حين شب وكبر، واصبح في عداد الرجال، ولكن للأسف حلمها يتبدد في لحظة وينهار بسبب لا مبالاة ولدها الشاب اليافع بالأنظمة المرورية وحقوق الناس المتعادلة في استخدام الطريق والمركبة!! مرت بذاكرتي تلك العبارة الشهيرة (أليس فيكم رجل رشيد)!!! متمازجة بالحنق والأسف لحال هؤلاء الشباب، الذي تمكنت منه الأنا الذاتية بأعلى مستوياتها، ونتج عنها تدمير لطاقات شبابية وزيادة أحمال الدولة المادية والمالية لاحتواء تلك الوفيات والاصابات على اختلافها، وكان من الأولى صرفها في مصارف أخرى، تعود بالنفع على الوطن وساكنيه..كلمة أخيرة..إلى كل شاب ممتلئ طاقة وحيوية، تذكر أن هناك أما تحترق شوقاً لعودتك سالما لتعمل على اشباع حاجتها إلى التقدير حين ترى رجلاً يافعاً يعمل على راحتها واسعادها بنجاحه وتميزه على الآخرين.. أسعد أمك واباك ليسعدك الله..  عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للسلامة المرورية