عبدالله المديفر

أمير وجائزة

مساء هذا اليوم يرعى الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية حفل جائزة الشاب عبدالله بدر السويدان «رحمه الله» للتميز، وما يقوم به الأمير سعود بن نايف في المنطقة الشرقية تجاه المشاريع المجتمعية يتجاوز مفهوم «الرعاية الشرفية» التي تكون في حدود قص شريط ممدود وحضور حفلات خطابية تقليدية، فالأمير يتعامل مع «العمل المجتمعي» بعقلية مسؤولة تؤمن بأن «الدعم» أولاً و«التطوير» ثانياً هما الفلسفة المعتمدة لتعامل الرجل الأول في المجتمع الشرقاوي مع مشاريع الشركاء المجتمعيين، ولذلك لا تستغرب من اتصال مباغت من الأمير يحضر فيه السؤال المهم: «وش صار عليكم»؟، وهذا ما يجعلنا نتفاءل بعصر ذهبي للعمل المجتمعي في شرقيتنا الهادئة.جائزة الشاب عبدالله السويدان في نسختها الثالثة ترسل رسالة واضحة لنا بأن «التطور» هو قدرها، و«الاستمرارية» هي نهجها، وتضاعف عدد المتسابقين لتسعة أضعاف المشتركين في النسخة الأولى يغرينا بمزيد من الطموح لمستقبل هذه الجائزة الفتية، وانخراط أكثر من ستة عشر ألف طالب في مسارات الجائزة يعظم من حجم المسؤولية القادمة على عاتق المسؤولين عن الجائزة.مشاركة أعضاء من هيئة كبار العلماء في كل نسخة من نسخ الجائزة يعطي دلالة مهمة على اهتمام القيادات الشرعية بمضمون الجائزة ودعمهم لها، والجائزة تركز على الهوية الإسلامية والعربية من خلال الاهتمام بمجالات القرآن والسنة واللغة، ولم تغفل جانب الإبداع والموهبة في مساراتها الأخرى.إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية بقيادة المحنك الدكتور عبدالرحمن المديرس ضربت مثالاً راقياً للشراكة المجتمعية بين القطاع الحكومي والخاص، وتسخيرها وتسهيلها لكوادرها وإمكانياتها لمشاركة مجتمعية تدل على نضج جميل نحتاج الكثير منه.دخول المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة في منافسات الجائزة لم يكن أمراً مستغرباً بالنسبة لي، ومن يعرف الشخصية الإنسانية لرئيس مجلس أمناء الجائزة الوجيه بدر السويدان سيشاركني هذا الشعور، وفي كل مرة أقابله يكون «حب الخير» هو الانطباع الأخّاذ الذي يبقى معي.رحم الله هذا الشاب الذي قدم لنا الكثير..