كلمة اليوم

سياسة إيرانية خاطئة.. وتأييد دولي لعاصفة الحزم

المملكة ليست في حالة حرب مع إيران، ولكنها تدعو للامتناع عن تزويد الحوثيين بالسلاح، كما جاء على لسان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -وزير الخارجية- في مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع نظيره الفرنسي الذي زار الرياض مؤخرا. واستمرارية حكام طهران في انتهاج سياستهم الموغلة في الخطأ بتزويد العناصر الحوثية بالسلاح وتدريبهم عليه بتسهيلات ممنوحة من الرئيس اليمني السابق المخلوع، سوف تؤدي إلى سقوط المزيد من الأبرياء في حرب سوف يخسرها الحوثيون لا محالة، فمعظم اليمنيين ينادون بإعلاء الشرعية وعودتها من جديد، وإسقاط الحركة الحوثية الجائرة، وإخماد أصواتها المنكرة.مناشدة الشرعية لمساعدتها على وقف تدهور الأوضاع في اليمن جراء محاولة الحوثيين الاستيلاء على السلطة والعبث بمقدرات اليمنيين وكسر إرادتهم والقفز على حريتهم، هي التي دفعت المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية لإنقاذ اليمن، من خلال عمليات قوات التحالف الجوية والبحرية والبرية التي ما تزال قائمة ومستمرة؛ لدحر الحوثيين وايقاف تلاعبهم بمصير الشعب اليمني الحر.لقد أدان المجتمع الدولي التدخلات الإيرانية السافرة في شأن اليمن الداخلي بتزويد الحوثيين بالسلاح وتدريبهم على حرب العصابات الدائرة حاليا في اليمن، ودعت المملكة حكام طهران للعودة إلى صوت العقل، بتبني سياسة راشدة تستهدف إنهاء النزاعات الداخلية في اليمن، والتمهيد لعودة الشرعية إلى بلد منكوب بحركة حوثية متعطشة للتخريب والتدمير وسفك الدماء، غير أن إيران ما زالت تضرب عرض الحائط بتلك الدعوة الصادقة، وتمد الحوثيين بالسلاح والتدريب؛ لزيادة معاناة الشعب اليمني وإطالة أمد الحرب داخل ربوعه التي كانت آمنة ومستقرة قبل الانقلاب الحوثي المقيت على السلطة الشرعية.إن الدعوة لوقف العاصفة لا تبدو في جوهرها منطقية في ظل تصعيد الحوثيين لأعمالهم التدميرية والتخريبية في اليمن، والمساعدة التي تقدمها قوات التحالف جاءت تلبية لنداء الشرعية، ولعل من الملفت للنظر أن تلك الدعوة التي أطلقتها إيران لم تسمع إلا عندما ساءت الأوضاع وتدهورت على سائر البقاع اليمنية، والعمل الراجح يقتضي استمرارية هبوب العاصفة إلى أن تنتهي الأزمة بعودة الشرعية إلى اليمن من جديد.منع تسليح الميليشيات الحوثية والقوات المتمردة التي يتزعمها الرئيس اليمني السابق المخلوع، يقع ضمن أولويات مشروع القرار الخليجي لحل الأزمة العالقة في اليمن، وما لم تنزع الأسلحة من الحوثيين ومن يساندهم، فإن الوضع سوف يبقى على ما هو عليه، وسوف تستمر العاصفة في أداء مهامها؛ للدفاع عن الشرعية، وفقا لأهداف مرسومة وواضحة تستهدف تحجيم قوة الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس اليمني السابق المخلوع وكافة القوات المتمردة على الشرعية، كما تستهدف -في ذات الوقت- حماية المدنيين وإجلاء الجاليات وتقديم المساعدات الإغاثية بالتعاون مع كافة المنظمات الدولية المعنية: كالأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.لقد فشلت الميليشيات الحوثية في مواجهة العاصفة، فعمد أفرادها لإرهاب وترويع المدنيين الآمنين بالمدفعيات الثقيلة والدبابات، وهدم دورهم كعمليات يائسة يحفظون بها ماء وجوههم، ويستعرضون عضلاتهم أمام الضعفاء العزل من الأطفال والنساء والمسنين.وإدانة المجتمع الدولي لكل الاعتداءات الحوثية لسلب الشرعية اليمنية والاستيلاء على مؤسسات الدولة، وتأييده المطلق لضربات قوات التحالف، تعطي دليلا واضحا على أن العالم بأسره يدين الهمجية الحوثية على اليمن، وركون المجتمع الدولي لفرض العقوبات الرادعة على الحوثيين والرئيس اليمني السابق المخلوع وعلى رأسها وقف دخول الأسلحة إلى تلك الميليشيات، ينسجم تماما مع الرغبة الدولية الملحة لإنهاء الأزمة وعودة الشرعية من جديد إلى اليمن.