فتح قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما تلاه من ردود فعل على المستوى الشعبي العربي، الأبواب على مجموعة من الأسئلة. أكبر هذه الأسئلة وأهمها هو: ما الفرق بين اعتداءات إسرائيل على الحقوق الفلسطينية واعتداءات إيران على الدول والشعوب العربية؟!
إيران لم تتردد في إعلان أنها تحتل أربع عواصم عربية وأنها تتحكم بقرار هذه العواصم. وهي لا تتوقف عن زعزعة أمن دول الخليج وتقويض استقرارها. وهي ترسل، مباشرة أو عبر أذرعها، أفواجًا من البشر المدربين في معسكراتها، كما ترسل أطنانًا من الأسلحة والقنابل لتفجر هذه الدولة العربية أو تلك. وبالتالي لماذا يصرخ العرب، بعلو أصواتهم ومواقفهم، ضد الصلف الإسرائيلي ويصمتون أمام الصلف الإيراني، بل وأحيانا يتبرعون للدفاع عنه والنيل من الدولة التي تواجه هذا الصلف وهي المملكة؟!!
قامت الدنيا ولم تقعد بعد قرار ترامب بشأن القدس، لكن صاروخ الحوثي الإيراني الآثم على مكة مر مرور الكرام، حيث لم نسمع عربيًا واحدًا، من أصحاب الحناجر والأوداج المنتفخة، يصرخ أو حتى يعترض بكلمة أو تغريدة. وكأن القوم يفرقون بين القدس على أرض فلسطين ومكة على أرض السعودية.
المقدسات، كما هي حال القناعات بالأمن القومي العربي، لا تقبل هذه الانتقائية إلا في حال واحدة هي حالة الفرز بين ولاء وولاء وأرض وأرض. وفي هذه الحال فقط يمكن أن نفهم الأمر على وجهه الصحيح: ما تفعله إسرائيل حرام وهو فعلا حرام وما تفعله إيران حلال وهو حرام. ونحن نرفض بشدة هذه الانتقائية ونمقتها بكل صورها وأيا كان مصدرها.