إذا استثنينا الشرفاء في لبنان، المتحدثين والصامتين، فإن من يحسبون على محور ٨ آذار أو (كتلة الوفاء للخيانة) يفقدون حياءهم على رأس السطح كما يقول اللبنانيون. أي أنهم شاهر ظاهر يعتبرون مناجزة المملكة لحزب الله الذي يحاربها تدخلا في شؤون البلد، بينما يعتبرون العبث الإيراني لعشرات السنين هناك، وفي كل مكان عربي، أمرا طبيعيا ومستحقا ومقبولا.
نصرالله بصوته الرنان يقول إن إيران تدعم حزب الله بمليارات الدولارات وبترسانات أسلحة تعجز عنها دول. وحزب الله هذا اختطف ويختطف، كل يوم، قرار كل اللبنانيين لحساب طائفته. اغتال رفيق الحريري ووسام الحسن وقائمة طويلة من وطنيي لبنان. يقتل السوريين والعراقيين ويدرب الحوثيين على إطلاق الصواريخ على مكة والرياض. يشعل الحرائق الطائفية في البحرين ويرسل أطنان القنابل إلى الكويت، فماذا عساه أن يسمى ذلك.؟! هل هو تدخل إيراني في القرار اللبناني والإقليمي أم مسألة فيها نظر كما يروج عرب الخيانات على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي،؟!
ثمة عهر في فكر بعض الأصوات اللبنانية والأصوات العربية المحسوبة على الدولار الإيراني، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقارن ما فعلته السعودية للبنان بما تفعله إيران هناك على مدى أكثر من ربع قرن.
كان لبنان جنة اقتصادية وسياحية حين كانت السعودية تمد يد الخير والبناء والتنمية للبنانيين، وبعد أن دخلت اليد الإيرانية أصبح، ما كان الخليجيون يسمونه سويسرا الشرق، خرابة غير قادرٍ حتى على التخلص من نفاياته التي تزكم أنوف اللبنانيين وتدخلهم بالآلاف إلى المستشفيات من جراء الأوبئة التي تصيبهم وتصيب أطفالهم.!!
من هنا، إذا كان لبنانيو حزب الله، من أتباعه ومواليه، مصرين على مواصلة فقد حيائهم إلى هذا الحد فهذا شأنهم، لكن ما ليس من شأنهم ولا هو باستطاعتهم أن يمنعوا المملكة من محاربة الحزب الإيراني اللبناني الذي يحاربها. لقد ولى زمن المسامحات والمجاملات. وإذا كنا نحب لبنان، ونحن فعلا نحبه، فإننا نحب السعودية أكثر لأنها بلدنا وحصننا ونور عيوننا.