كلما اعتقدنا أن مجتمعنا بدأ يتعافى من أمراض الكراهية للآخرين والوصاية على بقية شرائح المجتمع، ظهر علينا مَن يُعيدنا إلى نقطة الصفر.
تارة بالمطالبة بالترحّم على فلان من الناس لمجرد أنه حزبي مثله، وتارة بمطالبتنا بالامتناع عن طلب الرحمة والمغفرة لشخص آخر يعتقد أنه لن يدخل الجنة (والعياذ بالله).
أكثر من ثلاثة عقود وهناك مَن يلعن ويشتم عباد الله من غير المسلمين، يُعلِّمون أطفالنا بأنهم أعداؤنا، ويغرسون في أنفسهم وعقولهم الكراهية والحقد والعداوة للآخرين. ثم إذا ما تعرّضنا لردة فعل طبيعية من بعضهم، نُقِيم الدنيا ولا نُقعدها، وكأنهم مَن بدأ العداوة والبغضاء، حتى اختلط الحابل بالنابل، فلم نعُد نعرف مَن يكره الآخر أكثر!!
نتهرَّب من الإجابة عن السؤال المهم، وهو ما الذي عملناه ضد كل مَن يحرِّض على الكراهية، ومَن يريد تفصيل المواطنة على المقاس الذي يريده، وللأشخاص الذين يختارهم ويزكيهم.
يسافر الإنسان منا إلى بلادهم باحثًا عن علاج، أو دراسة، أو استجمام، ثم نعود دون أن يمسَّنا سوء، وما إن نصل لأرض الوطن حتى نسمع مَن يواصل على لعنهم والدعاء عليهم والتحريض ضدهم.
ولأننا ما زلنا نعاني من ذلك الصوت النشاز، فقد تجاوز أصحابه الدعاء على غير المسلمين، ليصل إلى ما هو أبعد من ذلك، فلم يبقَ إلا أن يُصدر أولئك الحمقى قوائم بيضاء يجب علينا الدعاء لهم، وقوائم أخرى سوداء علينا ألا ندعو الله لهم بالمغفرة وهو الغفور، أو بالرحمة وهو الرحيم.
مجتمعنا الخليجي مثل أي مجتمع آخر، فيه البدوي وفيه الحضري، فيه الأبيض وفيه الأسود، فهل يجوز أن نترحَّم على فلان ونمتنع عن طلبها من رب العالمين لعِلّان؟؟ هذا الجنون لن يوقفه إلا تشريع يُجرّم مثل هذه التجاوزات.. ولكم تحياتي.