لا تزال أجهزتنا الأمنية تؤكد أن لها اليد الطولى في مكافحة الإرهاب، وتثبت للعالم بأسره كفاءتها وقدراتها الفائقة في السيطرة على الأمن وحماية الوطن ومواطنيه من تدبير الفكر الإرهابي وكيده وإجرامه، وما العملية الأخيرة التي انتهت بمصرع المطلوب الإرهابي مصطفى المداد إلا تأكيد على جدارة أجهزتنا وأنها لا يمكن أن تسمح ببقاء إرهابي حرا طليقا، يعبث بأمن بلادنا ومجتمعنا.
تزداد ثقتنا في كل عنصر أمني يسهر لحماية هذا الوطن، ويزيد فخرنا بما يتحقق من منجزات أمنية، فتلك رسالة وطنية عميقة في ضمير كل مواطن يقف الى جانب قيادته ورجال أمنه البواسل، لأن القاعدة أن بلدنا هذا أمين - بإذن الله- ويستحيل أن تمر جرائم هؤلاء ومن يقف وراءهم أو يتعاطف معهم دون عقاب، طال الزمن أو قصر، فكل جريمة ترتكب بحق الوطن والمجتمع لا يمكن تقييدها ضد مجهول، وإنما معلوم قد يختبئ لبعض الوقت، لكنه لن يفلت مطلقا.
بهذه المنجزات من المهم أن تتولد قناعة في العقول الإرهابية الصغيرة بأنها تصل الى طريق مسدود حال تفكيرها في فعل إجرامي، لا يختلف في ذلك إرهابي أو مجرم يتربص بأي حالة أمنية حتى لو كانت جنحة، فالقناعة التي وصلنا اليها أن النظام الأمني غير قابل للاختراق أو العبث، وهو حصين- بعون الله- ثم يقظة رجال الأمن في كل بقعة من هذا الوطن، ثم وعي المواطنين بأي خطر أو تهديد إجرامي يستهدف امننا وأماننا.
مقتل المداد وهلاكه رسالة لكل إرهابي في خلية نائمة أو نشطة، وكل مجرم يختبئ في قاع مظلم بأنه هالك لا محالة إن فكر وتجرأ على المساس بأمن وطننا، ولا أتوقع أنه توجد أجهزة أمنية تتعامل مع الإرهاب بكفاءة أجهزتنا وإتقانها أعمالها الأمنية التي تحفظ من خلالها الأمن الوطني والمجتمعي، فهذا الوطن أمانة في أعناقنا وحين نعمل جميعا يدا واحدة مع أجهزتنا الأمنية يتكامل السلوك الأمني الذي يضيق الخناق على هؤلاء المجرمين وتضيق عليهم الأرض بما رحبت وذلك ديدننا - بإذن الله- في المساهمة الإيجابية في حفظ الأمن.
هؤلاء الأبطال الذين يتعاملون مع أولئك الإرهابيين أثبتوا انهم على قدر التحدّي، وأنهم جزء كبير من أسطورة أمنية تتشكل في الذهنية الأمنية على مستوى العالم نظير بطولاتهم وتضحياتهم وقدراتهم الفذّة في تثبيت دعائم الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة، وقد قدموا النموذج الأمني الأمثل في القضاء على الجريمة بمختلف أنواعها، سواء في مرحلة الوقاية أو حال ارتكابها بأمر النفس الأمّارة بالسوء، وتلك هي الخبرات التراكمية التي تجعلنا أكثر أمنا وأمانا بمشيئة الله.