العفو، حارس المسجد الذي استبشر بمجيء شهر رمضان بنفسه إليه، وذهبا سويًا، وتحدث العفو عن معاناته مع القسوة، وهو قفل باب المسجد العنيد الذي يريده أن يكون مقفلًا للأبد، ووصل الاثنان للمسجد، وكان القفل جالسًا كعادته مغرورًا، ولكنه عندما رأى شهر رمضان ارتعدت مفاصله الحديدية، ومع ذلك أبى الفتح، فقام شهر رمضان بإخراج مطرقة الحكمة، وأعطاها للعفو، وكسر مفاصل القفل الحديدية، ففُتِح الباب أخيرًا، وهرب القفل مع مفاصله بعيدًا.
الطمأنينة، مسؤولة المصاحف، والسِبح في المسجد، وقد كانت محبوسةً داخل المسجد تحاول هزيمة حبل الهجر، وعندما أتى شهر رمضان فرحت؛ لأنها علمت من سينتصر في النهاية، وأخبرت شهر رمضان أن حبل الهجر قد التفّ حوّل المصاحف، وهو يلعب بالسِبح حتى تنقطع خيوطها، ويتناثر خرزها، وأراد الهجر إكمال ما يفعله، ولكن شهر رمضان أخرج مقص الوصال، وقامت الطمأنينة بقطع أذيال الحبل، فارتعب، وجمع ما قطعته منه، وهرب وسط ضحك الجميع.
العطاء، مسؤول منارة المسجد، ويضع الزينة في الاحتفالات، والذي نشرت الغفلةالأشواك الخشبية على الدرج، فلا يستطيع الصعود للأعلى، ويبقى الناس غافلين عن المسجد، وأتى شهر رمضان، وتحدث العطاء عن معاناته، فربت شهر رمضان على كتفه، وأعطاه حذاءً صلبًا، وطويلًا، وسميكًا وطلب منه الصعود، فامتثل العطاء لأوامر شهر رمضان، وصعد على الدرج، وبسبب صلابة الحذاء تكسرت أشواك الغفلة، فجمعت ما بقي منهن، وهربت معهن خارج المسجد بسرعة، وهي تتعثر بهن، ووصل العطاء للمنارة، وزين المسجد بأجمل الألوان، والأضواء.
اجتمع جميع الناس في المسجد بعد التحضيرات الروحانية، وأخبرهم شهر رمضان عمَّا فعل بقفل القسوة، وحبل الهجر، وأشواك الغفلة، ووجه شكره للعفو، والطمأنينة، والعطاء، وبدأت العشر الأواخر في شهر رمضان بمنتهى الروحانية.
@bayian03