مراكز الرعاية الأولية تواجه تحديات عدة منها التعامل مع المجتمعات المتنوعة بتعدديتها الثقافية واللغوية والعادات الصحية، والتي تتطلب الانفتاح للتعلم والتواصل الفعال مع المجتمع، والعمل على توفير مصادر معلومات متعددة اللغات والتوعية الصحية لتأكيد وصول الرسالة الصحية والاقتناع بمفاهيمها.
التحول الرقمي السريع قد ينتج عنه صعوبة في التكيف مع نظام معلومات الصحة الإلكترونية واستخدام البرامج والتطبيقات الطبية، ولذا يجب على العاملين في الرعاية الأولية الاستثمار في التدريب المستمر على التكنولوجيا والتعاون مع المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات الصحية، كما أن الاستعانة بمساعدين أو متطوعين في الإدخالات الرقمية التي لا تحتاج لقرار طبي وتدريب المرضى على استخدام التطبيقات الإلكترونية التي وفرتها وزارة الصحة يحقق الاستفادة القصوى من خدمات الرعاية الصحية.
المهن الصحية تتسم بالضغوط المهنية، ولكن في الرعاية الصحية الأولية، تتسبب طبيعة العمل في زيادة الاحتراق الوظيفي وذلك وفق الإحصاءات العالمية، أحد الأسباب لذلك إضافة للتعامل مع عدد كبير من المرضى يومياً باحتياجات مختلفة، فالطبيب لا يوجد من يساعده مقارنة بالتخصصات الطبية الأخرى، كما أن وقت الاستشارة الطبية يضع الطبيب في ضغط التعامل مع العديد من الأمراض الصحية أو المشاكل الاجتماعية، ولهذا فلعل برنامج طبيب أسرة لكل أسرة الذي استحدثته وزارة الصحية، وبوجود الفريق الطبي المساند للطبيب والعيادات التخصصية في مركز الرعاية الصحية الأولية، سيساهم بشكل كبير في تخفيف الضغوط المهنية عندما تتوزع الأدوار بينهم لتحسين الأداء وتسريع الإنجاز من أجل رعاية أجود للمرضى.
التدريب على المهارات الناعمة مثل الذكاء العاطفي، إدارة الوقت، إدارة الضغوط، التواصل الفعال، وغير ذلك مما يحتاجه الموظف المعني بتقديم الخدمات المباشرة للمرضى سيطور الموظف لتخفيف ضغوط العمل عليه وتحسين أدائه وتقليل الاحتراق الوظيفي، إضافة لتوفير قنوات للتواصل مع مستشارين أو مدربين في متخصصين في إدارة الضغوط المهنية لتقديم المساعدة للموظف والمراجعين الذين يعانون من مشاكل الاحتراق الوظيفي الذي ينتج عنه كذلك زيادة عدد الحالات التي تراجع مراكز الرعاية الصحية الأولية.
@DrLalibrahim