ما بين اللوحة والخامات والتراث والمستقبل، أخذ الفنان التشكيلي زمان جاسم، ضيوف "حوارات صيف الأسئلة" في رحلة تحمل تساؤلات عديدة لحالات فنية وإنسانية، في لقاء جاء بعنوان "اللوحة مرآة للفن والحياة"، في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التابعة لمعهد مسك للفنون.
وتحدث جاسم، خلال اللقاء حول مراحل الفنان في مجتمعه، وتجارب مر بها الفنانين تكون لديهم الأسئلة الحاضرة، مبينًا أننا في عصر تغيرت فيه المفاهيم عن السابق، فالمدارس الواقعية ليست كالسابق، والتراث يجب ألا نفرضه على الجيل الحالي.
بين الأمس والمستقبل
كما أوضح أن المقصد ألا نلغي التراث، ولكن نستلهم منه، ونضيف له ونطوره، ونخلق منه تراثا للمستقبل، وهذه سلسلة أو حلقة لا تغير من مسار البنية التحتية لتراثنا، إذ وجدنا في رؤية المملكة 2030 تركيزًا على جوانب كانت مهملة مثل الصنعة والحرفة، ونحن بحاجة لهذا الجانب بالطبع مثل أي دولة في العالم.
وبين أن الجانب الحرفي يختلف عن الجوانب الفنية الإبداعية، فالتجارب المعاصرة هي الأقرب لجيل الشباب، لذلك يجب أن يركز الفنانون على أن يظهروا بنتائج مغايرة ومختلفة وأن يخلقوا هوية خاصة بهم تجمع ما بين التجارب الحديثة والتقنية لتقديم تراث خاص بهم للمستقبل.
رؤى فنية مختلفة
تابع الفنان التشكيلي: نحن حاليًا في مرحلة حساسة، ويجب أن نؤمن بالجيل الجديد والفكر الجديد، ويجب أن ننسجم مع ما يدور، فالأدوات لدى الجيل الحالي اختلفت، والرؤى اختلفت، والعالم تغير، فمثلا هناك حاليا الفن الرقمي الذي حورب أول ما ظهر، ولكن بالنهاية هو يقدم نتيجة بصرية جميلة يستمتع فيها المتلقي ويتعمق.
حروف تشكّل اللوحة.. وألوان يزهو بها المشهد.
لحضور المعرض:https://t.co/K840kxVb24#معرض_رحلة_الكتابة_والخط#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/oq9Cx3Bphh— وزارة الثقافة (@MOCSaudi) August 28, 2023
وحول الصراع المتقدم ودخول الذكاء الاصطناعي في الفنون، أشار جاسم إلى كلمة ولي العهد "لا يجب أن ننتظر ويجب أن ننطلق"، فالذكاء الاصطناعي مرحلة من يرفضها لن يكون موجود مستقبلًا، وعلى الفنان أن يعرف كيف يستفيد منها ويستخدمها فيما يخدم عمله، وقال: وصلت لمرحلة عدم رفض الأشياء لأنها بقوتها ستفرض نفسها؛ لذلك يجب علينا استقبال كل ما يعلق بالفن وألا نصطدم معها حتى لا نصبح متأخرين عنها.
وفي ختام حديثه وجه جاسم مجموعة من النصائح للجيل الحالي من الفنانين، وأكد ضرورة خلق هوية خاصة، وأن يتقبل كل ما هو مختلف بدبلوماسية، والاطلاع على الفنون العالمية والسفر وزيارة المتاحف والمعارض الفنية في مختلف دول العالم، لمواكبة ما يدور في العالم، إضافة إلى الاحتكاك بالفنانين الناجحين، والجماعات الفنية، وزيارة الأنشطة الفنية وخلق خطوط تواصل وتبادل مع من هم في المجال.
