DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

"الرواق السعودي".. تاريخ مشرف للعناية ببيت الله الحرام

"الرواق السعودي".. تاريخ مشرف للعناية ببيت الله الحرام

أكد مختصون في التاريخ والآثار لـ"اليوم" أن الرواق السعودي يعد أيقونة معمارية وعلامة يسجلها التاريخ للرعاية الكبيرة والخدمات العديدة التي تقدمها المملكة لزوار بيت الله الحرام، من الحجاج والمعتمرين والمصلين.

وقالت أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن د.مها آل خشيل: "يعد الرواق السعودي أيقونة معمارية وعلامة يسجلها التاريخ للرعاية الكبيرة والخدمات العديدة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لزوار بيت الله الحرام، من الحجاج والمعتمرين والمصلين، واهتمت القيادة الرشيدة منذ عهد الدولة السعودية الأولى ببيت الله الحرام، وبذلت الغالي والنفيس في سبيل خدمة بيت الله الحرام وزوّاره، ولم تدخر في سبيل ذلك جهدًا أو مالًا".

تاريخ خدمة الحرمين الشريفين

أضافت "كانت العناية بالحرمين الشريفين على رأس أولويات الملك عبدالعزيز، الذي أمر مباشرة بالبدء في أعمال ترميم شامل للمسجد الحرام، وتوفير الخيام والمظلات التي تقي المصلين من حرارة الشمس على حدود المطاف وفي صحن المطاف، وشملت الإصلاحات كذلك رصف المسعى بالبلاط، مما وفّر راحة للمعتمرين والحجاج من الغبار والأتربة، وكسي المسجد بالرخام".

وتابعت: "صُنِع باب جديد للكعبة مغطى بصفائح من الفضة الخالصة، ونقشت عليه آيات قرآنية بالذهب الخالص، وأمر قبل وفاته بإجراء توسعة شاملة للمسجد الحرام، وهي التوسعة التي ابتدأت في عهد الملك سعود وانطلقت عام في عام ١٣٧٥هـ، وبني فيها الرواق السعودي محيطًا بالرواق العباسي، متمما له، واستمرت أعمال هذه التوسعة حتى عام ١٣٩٦هـ، أي أنها امتدت خلال عهد الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد".

د سماح باحويرث

وأوضحت أن التوسعة شملت "بناء طوابق ثلاثة، القبو، والطابق الأرضي، والطابق الأول، وطابق المسعى، ووُسع المطاف، كما وُسعت المنطقة المحيطة بالحرم ووُسعت الشوارع المؤدية إليه ونُظمت، كما رُممت الكعبة المشرّفة، وجُدد سقفها، كما بُلطت أرضية المطاف بالرخام المقاوم للحرارة، وزيدت أبواب المسجد الحرام من مختلف الجهات، وأنشئت منارات جديدة عددها سبع منارات، وازدادت الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام بعد التوسعة السعودية الأولى فأصبح يتسع لأكثر من ٤٠٠ ألف مصلٍّ".

وأردفت آل خشيل: "امتدت العناية بالرواق السعودي خلال عهد الملك فهد، وبدأت عام ١٤٠٣هـ، بعدد من الأعمال التي هيأت الأماكن للمصلين، الاستعداد لتوسعة المسجد، من خلال شراء الدور والمحلات المجاورة للحرم، وتعويض أصحابها".

 تهيئة كل المداخل المخارج بكامل طاقتها الاستيعابية بما فيها التوسعة الثالثة- اليوم

وبينت أنه "أُنجزت خلال تلك السنوات أعمال عديدة، فنظف سطح المسجد الحرام، وبلط بالرخام المقاوم للحرارة، فأصبح يتسع لحوالي ٩٠ ألف مصل. وأُنشئت سلالم كهربائية تربط بين الطابقين الأول والثاني، وفي عام ١٤٠٩ هـ وضع حجر الأساس للتوسعة التي استمرت أعمالها حتى اكتملت عام ١٤١٣ هـ، وشمل مبنى التوسعة القبو، والطابق الأرضي والطابق الأول، وصمم بناؤه ليشمل تكييفًا كاملًا ليضمن راحة المصلين، وزيدت خلال هذه التوسعة أبواب المسجد الحرام، فوصل عدد الأبواب إلى ١١٢ بابًا، وتضمنت التوسعة ساحات واسعة تحيط بالمسجد الحرام، ونتيجة لهذه التوسعة فقد ازدادت الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ليتسع لمليون ونصف مصلٍّ".

واستطردت إلى أنه "في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام ١٤٢٨هـ، بدأت التوسعة الثالثة للرواق السعودي، وافتتحت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله".

ولفتت إلى أن تلك التوسعة "تُعد الأكبر في تاريخ المسجد الحرام، إذ وصلت الطاقة الاستيعابية لتصل إلى ٣ ملايين مصلٍّ. وتشمل التوسعة أعمالًا عديدة، منها إضافة ٤ منارات جديدة، وتتكون التوسعة من مبنى رئيس بستة طوابق، مجهز بالسلالم الكهربائية والمصاعد، و١٨٨ بابًا، مع خدمات شاملة من دورات مياه ومواضئ وتشمل المسعى، وصحن المطاف، والساحات الخارجية الواسعة، وجسورًا، ومجمعًا للخدمات المركزية، وأنفاقًا للخدمات، وأنفاقًا للمشاة".

قباب التوسعة الثالثة للمسجد الحرام - واس

إطلاق تسمية الرواق السعودي

قال أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى ‏د.عبدالله بن حسين الشريف: "تأتي الموافقة الكريمة على إطلاق تسمية الرواق السعودي انعكاسا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بالحرمين الشريفين، كما يأتي تتويجا لجهود المملكة منذ عهد المؤسس في توفير الخدمات لقاصدي الديار المقدسة".

د عادل غباشي

‏وأضاف الشريف: الرواق السعودي هو الرواق المحيط بالرواق العباسي، حيث ظل بناء المسجد الحرام على الرواق العباسي حتى العهد السعودي".

وأوضح أن "الرواق العباسي تم في عهد الخليفة محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور من ١٥٨-١٦٩ هـ وزيد فيه في عهد المقتدر والمعتضد العباسيين، وبقي المسجد على تلك العمارة والمساحة، عدا ما كان من إصلاح وترميم وتحسين لها في عصور الدول المتعاقبة دون عمارة جديدة أو توسعة للمسجد الحرام حتى جاء العهد السعودي الميمون، فأولى المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله اهتمامه بالحرمين واعتنى بالمسجد الحرام وأصلحه وصانه وحسنه وكذلك المسعى وظلله، ثم عزم على عمارة المسجد الحرام وبناء رواق سعودي يحيط بالرواق العباسي، فبني الرواق السعودي في عهد الملك سعود سنة 1375 منفذا رغبة والده الملك عبد العزيز".

وأشار إلى أن "العمارة السعودية جاءت أعظم وأجل من حيث التصميم والمواد والسعة وتعدد الأدوار، ثم أضاف الملك فهد بن عبد العزيز التوسعة السعودية الثانية في الجهة الغربية على أحدث طراز، وفي عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمهم الله جميعا أمر بالتوسعة السعودية الثالثة، وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله باستكمالها ودشن المرحلة الأولى.

ولفت إلى أنه أصبحت هناك أربعة أدوار تستوعب (٢٨٧٠٠٠) مصل، و(١٠٧٠٠٠) طائف في الساعة بالرواق وصحن المطاف، مشيرا إلى أن العمارة السعودية امتازت بروعة التصميم واستخدام أفضل المواد والزخارف الجمالية في عمارة إسلامية عصرية تتوفر فيها احدث الخدمات.

أكبر توسعة شهدها المسجد الحرام

قالت أستاذ التاريخ الإسلامي المشارك والاستشراق جامعة طيبة د.سماح سعيد باحويرث: "ليس بمستغرب أن أكبر توسعة شهدها المسجد الحرام كانت بعناية من الملك عبدالعزيز رحمه الله، تمت في عهد الملك سعود".

وأضافت "سيتحدث التاريخ عن جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن وزوار البيت الحرام بهذا التوسعة العملاقة، بارك الله في جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله".

د عبدالله الشريف

وقال أستاذ الآثار الإسلامية وكيل جامعة أم القرى سابقًا د.عادل بن محمد نور غباشي "أكبر توسعة في التاريخ متوجة بالرواق السعودي؛ تعد إنجازا عالميا مؤذنا بانطلاقة جديدة لحضارة المسلمين في كافة المجالات وعودة الدور الحضاري العالمي للأمة الإسلامية".