الإصرار على إكمال الدراسة الجامعية والحصول على شهادة البكالوريوس في قسم الشريعة، كان هدف وطموح من المعلم المتقاعد جمعه سعود العلوي الحربي، البالغ من العمر 73 عامًا.
بعد مشوار حافل من التعب والجهد، تحققت أمنيته بالتخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وسط فرحه كبيرة إذ لم يمنعه سنه كونه من مواليد 1373هـ، من إكمال الدراسة والرغبة في استمرار التعلم.
بداية الدراسة والتخرج
قال الحربي (مواليد 1373ه) بمدينة العيون بمحافظة الأحساء، خلال حديثه لـ"اليوم": بدأت دراستي في المرحلة الابتدائية بمدينة العيون، ودرست المرحلة المتوسطة في مدرسة عمر بن الخطاب بمدينة الهفوف".
وأضاف: "أكملت دراسة المعهد الثانوي بالأحساء وتخرجت عام 3391-1392هـ، وحصلت على العمل في مدرسة يبرين بالأحساء التي تبعد قرابة 300 كم عن الأحساء".
وتابع: "بعد ذلك انتقلت إلى مدرسة بلدة جليجلة ومضيت فيها 14 عامًا، بعد ذلك التحقنا بدورة تدريبية للمعلمين قرابة 3 سنوات في مدينة الدمام باسم الكلية المتوسطة للمعلمين".
واستكمل: "بعد التخرج منها عام 1401هـ عدت إلى مدرسة جليجلة، وبعد عدة أشهر جرى نقلي إلى هجرة عين دار وأمضيت فيها سنة كاملة ثم عدت وجرى تعييني في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمدينة العيون، حتى التقاعد عام 1427ه".
وأضاف الحربي: أمضيت في التعليم 34 سنة و4 أشهر، ثم بدأت الدراسة مجددًا فكان التشجيع من بعض الزملاء منهم الدكتور ماهر الخوفي الذي شجعني، ومع استمرار هذا التشجيع وحرصي على إكمال الدراسة بدأت الدراسة مع التأهيلي للجامعة عام 1435هـ حتى تنقلت بين الجامعة بكالوريوس الشريعة إلى أن تخرجت في شهر شوال من عام 1444هـ وهذا فضل عظيم من الله.
التوازن بين الدراسة والمسجد
أردف الحربي: خلال مشواري كنت أحرص على التوازن بين الأهل والمسجد والدراسة، وقضاء الحاجات والمراجعات لي وللأهل، فكنت أقوم مقام والدي – رحمه الله – في إقامة الصلاة في المسجد وبعد وفاته تفرغت ومضيت في المسجد 30 عامًا.
وأكمل: الدراسة كانت تحتاج لوقت كبير كونها تحتاج لتفرغ نفسي وذاتي واستطعت أن أوازن بين هذا الأمر وكافة الاختياجات الأخرى، حتى تخرجت من جامعة الإمام، وكل هذا بسبب ما وجدت من تشجيع الأهل ومن أولادي عبدالمنعم ومعاذ، الذين كانوا معي دون توقف سواء في أوقات الدراسة أو أوقات الاختبارات.
طموح الماجستير والدكتوراه
قال الحربي: الآن الطموح موجود بعد تخرجي من الجامعة لمواصلة الدراسة في الماجستير وحتى الدكتوراه، فالهدف هو طلب العلم، وطلب العلم عن بعد ليس ذاته فقط إنما يحتاج جهد أكثر ودراسة أكثر فالدراسة مفتاح للعلم.
