لا تمر الصور بشكل عابر، بل لكل لقطة حكاية، تبرز العديد من المواقف وتروي الكثير من الوقائع، والإبداع عنوان المصور المحترف، و«الكاميرا» الآن، أكبر معزز لتقارب الثقافات، وتوثيق حكايات الشعوب، واكتشاف عوالم أخرى وآفاق جديدة.
أول فريق عربي لتصوير السفر وثقافة الشعوب
أحمد عبد الله السيف، مصور سعودي من محافظة الأحساء، قضى أكثر من 13 عاما في فن التصوير الفوتوغرافي، وأحد مؤسسي أول فريق عربي لتصوير السفر وثقافة الشعوب، حائز على 70 جائزة دولية للتصوير الفوتوغرافي، وحاصل على وسامين من الاتحاد الدولي للتصوير FIAP-A FIAP-E، شارك في عدة معارض وساهم في تحكيم بعض المسابقات المحلية والدولية.
قال السيف: "في عام 2009 بدأت تصوير الشعب وثقافته في مدينتي الأحساء، ولكن منذ عام 2011، سافرت حول العالم لالتقاط صور لحياة الناس وثقافتهم".
وأضاف: "زرت أكثر من 20 دولة لغرض التصوير، أحب السفر إلى المزيد من الأماكن ذات الثقافة الغنية، لاستكشاف حياة الناس ومشاركة صورها، لتوثيق لحظات فريدة في العالم".
الفضول وحب الاطلاع
استطرد السيف: "الفضول محبب لدى المصور لأنه يفتح مساحات واسعة للتميز والإبداع، فالفضول وحب الاطلاع، من الركائز المهمة، لاكتشاف عوالم غريبة ونقلها وتوثيقها، عالم بعيون أجمل".
وتابع: "هذا النوع من التصوير جعلني شخصا مختلفا وأصبحت أكثر تقبلا لفكرة الاختلاف بين الناس والثقافات والمعتقدات الدينية، ففي الاختلاف جمال منطقي لنسيج اجتماعي أوجدته الحياة بمختلف مكوناتها".
وأوضح أن التصوير هو عملية إنتاج صور بواسطة تأثيرات ضوئية، إذ إن الأشعة المنعكسة من المنظر تكون خيالا داخل مادة حساسة للضوء، ثم تعالج هذه المادة بعد ذلك، فينتج عنها صورة تمثل المنظر، ولكل مصور أسلوبه الخاص وطريقته في كتابة زوايا هذه الصورة وخفاياها.
وعن الصعوبات التي واجهها، ذكر أن لكل عمل صعوبات، ولكن الطموح في التميز يلغي كافة المعوقات، وربما أبرز صعوبة وأهمها هو: كيف أفرض نفسي في تصوير المناسبات وأكون من أوائل المصورين السعوديين في جميع المحافل الرسمية والعالمية.
دعم ثقافي
قال السيف إن وزارة الثقافة، تقدم الكثير لدعم الفنانين والمواهب، إضافة إلى الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، متمنيا أن تكون الفترة القادمة أكثر تأثيرا لإبراز الصورة المشرقة للفن الفوتوغرافي والتصوير، وأن نجد مشاركات عالمية وصالات عرض كبرى لعرض نتاج المصورين لتلاقح الأفكار وتبادل التجارب والخبرات.
وعن معرضه الأخير المشارك به في «إكسبو المهرجان الدولي للتصوير الفوتوغرافي»؛ يقول «السيف»: معرضي عبارة عن رحلة قصيرة في قلب أفريقيا، يعرض قليلا من كثير عن شعوب قبائل الأومو وأسلوب حياتهم وبعض الطرق التي يستخدمونها للتميز عن القبائل الأخرى، ورغبة الأجيال الجديدة في التعلم.
وذكر أنها تجربة فريدة ومنعشة للحراك الثقافي بين الدول كما أنها فرصة سانحة للخروج من الحدود الإقليمية وتسليط الضوء على عقول مختلفة ومتنوعة.
