DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الرمز والهوية».. مختصون: «يوم العلم» شاهد على 3 قرون من الأمجاد

«الرمز والهوية».. مختصون: «يوم العلم» شاهد على 3 قرون من الأمجاد

أكَّد مختصّون لـ"اليوم" أن الاحتفال بـ«يوم العلم» يمثل استحضارًا لمعاني الوحدة والعزّ والشموخ، لما يجسّده لمفهوم الدولة وعمقها التاريخي الممتد لـ3 قرون بوصفه راية الدولة ورمزًا من رموز سيادتها.

قال مدير عام إدارة الاعتماد الثقافي والتاريخي بهيئة تطوير بوابة الدرعية د.بدران بن عبد الرحمن الحنيحن: لقد كان صدور الأمر الملكي باعتماد يوم 11 مارس من كل عام، يومًا خاصًا بالعلم السعودي، أمرًا مهمًا للغاية، لما له من رمزية وعمق تاريخي لدى الشعب السعودي كافة، بوصفه مناسبة وطنية مميزة في التاريخ السعودي، والتي تتزامن مع ذكرى صدور الموافقة الملكية من الملك عبدالعزيز بشأن رسم العلم الرسمي للبلاد في يوم 11 مارس 1937.

وأشار إلى أهمية التوعية بهذا اليوم، وإبراز رمزيته ومراحل تطوره عبر الأزمنة، وما يمثله من الوحدة والعزة والشموخ والعدل الذي قامت عليه دولتنا منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ - 1727م وحتى يومنا هذا.

تجسيد لمفهوم الدولة

أضاف الحنيحن، أن العلم السعودي له رمزية نوعية، لما يجسده لمفهوم الدولة وعمقها التاريخي الممتد لثلاثة قرون بوصفه راية الدولة ورمزًا من رموز سيادتها.

مراحل تطور العلم

استمر العلم رمزًا للاعتزاز بالهوية السعودية ومبادئها، لما يحتويه من دلالات عظيمة تشير إلى الرخاء والنماء والعطاء، إذ شهد تطورا على مر العصور، ففي عهد الدولة السعودية الأولى اعتمد أول تصميم له من اللون الأخضر واتخذت شهادة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» شعارا له، تعبيرا عن وحدانية الله وأن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين، واستمر شكل العلم في عهد الدولة السعودية الثانية عام 1240هـ - 1824م شبيها بالأولى.

وبعد بدء حملات التوحيد عام 1319هـ - 1902، استمر العلم على شكله في عهد الدولتين الأولى والثانية، وأضيف فيما بعد في أعلى كلمة التوحيد سيفان متقاطعان بعد إعلان توحيد البلاد عام 1351هـ - 1932، ثم استبدل السيفان المتقاطعان بسيف مسلول في الأعل،. وبعد ذلك اعتمد العلم السعودي باللون الأخضر وكلمة التوحيد وأسفلها سيف مقبضه باتجاه سارية العلم، وصدر مرسومًا ملكيًا بالموافقة على نظام علم المملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود عام 1393هـ - 1973.

مزايا العلم

أوضح الحنيحن أن العلم السعودي ينفرد بمزايا عدة تجعله فريدا من نوعه في تصميمه ومكانته، ولرمزيته مكانة خاصة ليس فقط في نفوس السعوديين، بل وحتى على الصعيدين العربي والإسلامي.

وتابع: بقي مضمونه ثابتا منذ وضع اللبنة الأولى للدولة السعودية والأساس الذي قامت عليه تحت راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وهذا ما يجعل قيمته عالية باعتباره العلم الوحيد في العالم الذي لا ينكس تحت أي ظرف كان، ومنذ اللحظة التي رفرف فيها العلم السعودي لأول مرة عام 1727هـ في سماء الدرعية العاصمة التاريخية أصبح ارتباطه وجدانيا تتعاقبه الأجيال جيلا بعد جيل.

وتحتفي المملكة لأول مرة هذا العام، بـ«يوم العلم»، وهو ما يمثل ذكرى ستبقى خالدة للأجيال على مر التاريخ، بوصفه رمزا وشاهدا على عقود من الإنجازات وتحقيق الأمجاد والفخر على مدى 3 قرون.

العلم عنصر رئيسي في الهوية الوطنية

صدر أمر ملكي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «أيده الله»، باعتبار 11 من مارس من كل عام، يوما خاصا بالعلم، باسم «يوم العلم» ليجسد اهتمام القيادة الرشيدة برمزية العلم ودلالاته الوطنية المهمة، ويتوج جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- الذي رأى ضرورة الاحتفاء بالعلم الوطني باعتباره عنصرًا رئيسًا في الهوية الوطنية على امتداد تاريخ الدولة السعودية.

ويمثل «يوم العلم» فرصة للتعبير عن شعور المواطنين تجاه وطنهم وعلمهم الوطني.

رمز الإسلام والسلام

أوضحت د.مها علي آل خشيل أستاذ التاريخ بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، أن الأمر الملكي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- باعتبار 11 من مارس يوما خاصا بالعلم، باسم «يوم العلم» يحمل دلالات عديدة تؤكد القيمة الكبيرة التي يحملها العلم السعودي في قلب كل مواطن، ويعتز العلم السعودي بشهادة التوحيد التي تتوسطه، وهي رمز الإسلام، والسلام الذي تأسست عليه بلادنا.

وأضافت منذ تأسيس المملكة، على يد الإمام محمد بن سعود عام ١١٣٩هـ/ ١٧٢٧ كانت شهادة التوحيد شعارها، قولا وعملا، كما يحمل علمنا السيف، وهو رمز القوة، والعدل، والحكمة، والمكانة، أما اللون الأخضر الذي رافق العلم السعودي منذ تأسيس الدولة، فهو رمز السلام، والعطاء، ويمثل أيضًا رمزا جليا للوحدة الوطنية، ويعبر عن الاصطفاف خلف قيادتنا صفا واحدا، إذ تذكي رؤيته روح الحماس لخدمة الوطن والدفاع عنه.

مراحل تاريخية

أكدت آل خشيل، أن العناية بالعلم مرت بمراحل تاريخية، فكان رمزا للدولة منذ تأسيسها، ورافق مراحل تكوينها وبناء قوتها، فمنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، اختارت اللون الأخضر ليكون لونا للعلم، بما يمثله اللون من رمز للسلام، والعطاء، والخير، وطرزت عليه، باللون الأبيض شهادة التوحيد، التي قامت عليها بلادنا، وكانت الراية منسوجة من الخز والإبريسم الأخضر، مع جزء أبيض في طرف العلم مما يلي السارية، وظلت تحمل المكونات والرموز ذاتها في عهد الدولة السعودية الثانية، وفي عهد الملك عبدالعزيز استمر العلم بمكوناته مع إضافة السيف، ليكون علم المملكة العربية السعودية.

التوحيد والعدل والقوة

أردفت: في يوم 27 من ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937، أقر الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- العلم بشكله الذي نراه اليوم، يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، إذ صدر نظام العلم السعودي في عام ١٣٩٣هـ/ ١٩٧٣، وتبعه إصدار اللائحة التنظيمية لنظام العلم في عام ١٣٩٨هـ/ ١٩٧٨، ومن اليوم سنحتفي سنويا بإذن الله بيوم العلم، وستكون مناسبة سنوية تذكر الأجيال عاما بعد عام بتاريخ العلم السعودي، وما يرتبط به من مكونات تاريخنا وهويتنا الوطنية.

ولفتت إلى أن العلم السعودي يتفرد بمكوناته التي شكلت مبادئنا وتاريخنا، معتبرة أن تخصيص يوم للاحتفاء بالعلم إنما هو يوم نستذكر فيه المبادئ والقيم التي قامت عليها بلادنا، ونستذكر التضحيات والجهود التي بذلت في سبيل إعلاء الراية الوطنية لتبقى خفاقة عالية.

رمز النماء والعطاء والرخاء

ذكر د. عوض بن عبدالله بن ناحي، أستاذ التاريخ الإسلامي المشارك بجامعة نجران، أن العلم السعودي له تاريخ طويل من العراقة والأصالة، إذ تحمل الراية الخضراء دلالات عميقة تشير إلى النماء والعطاء والرخاء الذي تنعم به البلاد، كما يجسد مضامين سامية ترمز لوحدة المملكة وقوة إيمانها، وثبات عقيدتها، وتلاحم شعبها الوفي.

وأضاف: من يقرأ تاريخ العلم السعودي، منذ قيام الدولة السعودية الأولى، سيجد أنه في الحقيقة امتداد لإرثنا العربي والإسلامي في استخدام الراية كأحد مظاهر الدولة، فقد كانت راية الدولة السعودية الأولى منذ عهد مؤسسها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- ذات لون أخضر مشغولة من الخز والإبريسم، مكتوب عليها راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ثم اتخذها مؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- راية رسمية للدولة، ومنذ بدايات توحيد البلاد، اتخذها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود-رحمه الله- راية له.

إقرار شكل العلم ولائحته

أشار بن ناحي، إلى أن العلم السعودي مر بعدد من المراحل التي أعطته بعدا تنظيميا وقانونيا واضحا، فقد شهد عام 1937، إقرار عدد من الأنظمة الخاصة بالعلم، إذ أقر الملك عبدالعزيز شكل العلم ومقاسه وما يتعلق به من نظام في تبادل الأعلام مع الدول الأخرى، وفي عهد الملك فيصل-رحمه الله- وتحديدا في 2 صفر 1393هـ/ 1973، صدر نظام العلم للمملكة العربية السعودية، ثم صدرت في عهد الملك خالد-رحمه الله-، في عام 1398هـ/ 1978، اللائحة التنظيمية لنظام العلم السعودي، ثم جاء القرار الملكي باعتماد 11 من مارس يوما للعلم، للتأكيد على تاريخ الراية العريقة، وترسيخا لدلالتها العميقة.

عقود من الإنجازات

أكدت أستاذ التاريخ في جامعة القصيم ومستشار الإمارة لشؤون الأسرة والتنمية الاجتماعية د. فاطمة محمد الفريحي، أن الوطن يحتفل بـ«يوم العلم»، هذا العام، برمز وطني رفرف في محطات إنجاز عديدة على أرض الوطن، وبمختلف المجالات، واحتفالا بالعلم وهو يُرفع عاليا خفاقا شامخا في مختلف أنحاء البلاد، يرتفع فيها العلم الوطني معانقا عنان السماء مفتخرا بعقود من الإنجازات كان شاهدا على تحقيق أمجاد ومفاخر منذ ثلاثة قرون.

وبيّنت أن العلم يمثل هوية وشعارا وقيمة تعتز بها السعودية وشعبها، لتعزيز الانتماء والحب للوطن وقيمته في قلوب الشعب والذي يطمح كل سعودي لجعله مرتفعا صامدا شامخا يرفرف للأبد، مضيفةً: تغمرنا في هذا اليوم المميز مشاعر وطنية تبرز مدى حب وعشق الشعب للوطن وانتمائه لأرضه، واجتماعه الدائم تحت راية هذا العلم الذي يجمع أبناءه ويحميهم تحت رايته، كما يرمز لاجتماع السعوديين ووحدتهم وتماسكهم ووقوفهم صفا واحدا خلف الوطن وقيادته والوفاء له.

د. فاطمة الفريحي أستاذ التاريخ في جامعة القصيم - اليوم

إنجازات على مدار 300 عام

اعتبرت الفريحي، أن يوم العلم يؤكد على ضرورة تعميق الشعور والعمل بروح الوحدة والعمل من أجل الوطن، ويجسد العلم السعودي إنجازات تاريخية، تتوج بها السعودية مسيرة 300 عام من تاريخها، وتؤسس بها للانطلاق نحو مستقبل زاهر تهدف من خلاله المملكة العربية السعودية أن تكون أفضل دولة في العالم، بقيادة صانع مجدها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين «حفظهما الله».