يحتفي العالم في الـ 8 من شهر مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، ويقام هذا اليوم احترامًا وتقديرًا للمرأة ولإنجازاتها في مختلف المجالات، وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة مدفوعة.
تحت عنوان "إشراك الجميع رقميا: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين" تحتفي هيئة الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة، موضحة أن 37% من النساء لا يستخدمن الإنترنت.
وقالت إن عدد المستخدمات للإنترنت يقل بـ259 مليون امرأة عن عدد الرجال، مع أنهن يمثلن ما يقرب من نصف سكان العالم.
وتابعت: "إذا كانت النساء عاجزات عن الحصول على خدمة الإنترنت، ولا يشعرن بالأمن فيها، فإنهن بالتالي عاجزات عن تطوير المهارات الرقمية اللازمة للمشاركة في المساحات الرقمية، مما يقلل من فرصهن في الحصول على الوظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".
شكل الوظائف عام 2050
أكدت هيئة الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2050، ستكون 75% من الوظائف مرتبطة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ومع ذلك، تشغل النساء اليوم، على سبيل المثال لا الحصر، 22٪ فقط من الوظائف في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقالت إن إشراك المرأة في التكنولوجيا يؤدي إلى إيجاد حلول أكثر إبداعًا، وإمكانية أكبر للابتكارات التي تلبي احتياجات المرأة، وتعزز المساواة بين الجنسين، وعدم إدراجهن يأتي بتكاليف باهظة.
ويكشف الاحتفال تأثير الفجوة الرقمية بين الجنسين على توسيع أوجه التفاوت الاقتصادية والاجتماعية، كما يسلط الضوء على أهمية حماية حقوق النساء والفتيات في المساحات الرقمية، والتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت، وتيسير تقنية المعلومات والاتصالات.
أول احتفال عالمي بيوم المرأة
الاحتفال بيوم المرأة جاء بعد عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة، ويعود اختيار اليوم إلى نضال المرأة الأمريكية من أجل حقوقها في ساعات عمل عادلة.
وفي عام 1908، خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل، وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.
أقيم أول احتفال بيوم المرأة والذي أطلق عليه (اليوم الوطني للمرأة) في 28 من فبراير 1909 بمدينة نيويورك، ونظمه الحزب الاشتراكي الأمريكي بناءً على اقتراح من الناشطة تيريزا مالكيل.
واحتفل باليوم العالمي للمرأة لأول مرة عام 1911، في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا، وجاءت ذكراه المئوية عام 2011، لذا فنحن نحتفل هذا العام باليوم العالمي للمرأة رقم 112. طالبت النساء في جميع أنحاء أوروبا بالحق في التصويت، وتقلد المناصب العامة، وقمن باحتجاجات على التمييز بين الجنسين في العمل.
بدايات الاحتفال في مختلف دول العالم
لم يكن لليوم العالمي للمرأة تاريخ محدد في البداية، على الرغم من الاحتفال به بشكل عام أواخر فبراير أو أوائل مارس، وواصل الأمريكيون الاحتفال باليوم الوطني للمرأة في يوم الأحد الأخير من شهر فبراير.
بينما احتفلت روسيا باليوم العالمي للمرأة لأول مرة عام 1913 يوم السبت الأخير من شهر فبراير، (وإن يكن ذلك بناءً على التقويم اليولياني، كما هو الحال في التقويم الجريجوري، إذ كان التاريخ هو 8 من مارس).
في عام 1914 احتفل باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس لأول مرة بألمانيا الذي من المحتمل أنه كان يوم الأحد، وكما هو الحال في أي مكان آخر كان الاحتفال في ألمانيا مكرسًا لحق المرأة في التصويت، والذي لم تحظ به النساء الألمانيات حتى عام 1918.
في الوقت نفسه، كانت هناك مسيرة في لندن لدعم حق المرأة في التصويت، اعتقلت خلالها الناشطة سيلفيا بانكهورست من أمام محطة تشارينج كروس، بينما كانت في طريقها لإلقاء خطاب في ميدان ترافالجار.
الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للمرأة
أصبح الأمر رسميًا عام 1975 عندما بدأت الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم، واختيار موضوع مختلف له لكل عام؛ وكان أول موضوع للاحتفال، تبنته المنظمة الدولية عام 1996 يدور عن "الاحتفاء بالماضي، والتخطيط للمستقبل".
الاحتفال يجري بطرق متنوعة في جميع أنحاء العالم؛ إذ يعتبر يوم عطلة رسمية في عديد من البلدان، ويحتفل به اجتماعيًا أو محليًا في بلدان أخرى، ولا يزال اليوم العالمي للمرأة يحتفي بأصوله السياسية، ويتميز بالاحتجاجات والدعوات إلى التغيير الجذري.