قالت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، إن اعتقال كبار ممولي حزب الله يستحق الإشادة، لكنه في النهاية عرض جانبي في ضوء حالة لبنان السياسية.
وبحسب مقال لـ"آدم لامون"، فإن إلقاء القبض على "إرهابي عالمي" وداعم مالي لميليشيا حزب الله اللبناني في رومانيا في 24 من فبراير الماضي، يجسد المدى الذي ستقطعه الجماعة اللبنانية المسلحة لعزل نفسها عن العقوبات الأمريكية.
مموّل رئيسي
أضاف الكاتب أنه وفقًا للائحة الاتهام الصادرة عن مكتب المدعي العام الأمريكي في المنطقة الشرقية من نيويورك، تآمر محمد إبراهيم بزي، وهو مواطن لبناني وبلجيكي يبلغ من العمر 58 عامًا، لنقل مئات الآلاف من الدولارات سرًا من الولايات المتحدة إلى لبنان وتقديم المساعدة المالية المستمرة لحزب الله، المصنف كمنظمة إرهابية أجنبية.
أشار الكاتب إلى أن إبراهيم بزي، ينتظر الآن تسليمه إلى الولايات المتحدة إلى جانب مواطن لبناني آخر هو طلال شاهين، بسبب المشاركة في نفس الجرائم.
أنشطة تجارية في بلجيكا
أردف الكاتب: تمتد جرائم بزي وشاهين إلى ما هو أبعد من رومانيا والولايات المتحدة، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، فقد ربح بزي ملايين الدولارات لصالح حزب الله من الأنشطة التجارية في بلجيكا وغامبيا ولبنان والعراق وبلدان أخرى.
وأكمل: بصفته ممولًا رئيسيًا لحزب الله، فإنه يحافظ على علاقات مع داعمين ماليين آخرين للميليشيا ومصنفين من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية ويخضعون للعقوبات، إضافة إلى البنك المركزي الإيراني.
قيود مالية
أكد آدم لامون أن حزب الله واجه أيضًا قيودًا مالية مختلفة على مدار العقدين الماضيين، بما في ذلك القيود الناجمة عن تدهور الاقتصاد الإيراني، والعقوبات المالية الدولية، والمنافسة السياسية في لبنان، والعمليات القتالية في سوريا.
ولفت إلى أن هذه الضغوط خلقت دافعًا لإيران وحزب الله للإبداع، مضيفًا: على سبيل المثال، في الأسبوع الماضي فقط، أعلنت إسرائيل اكتشاف عملية تهريب ذهب بين إيران وفنزويلا، إذ يهرّب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذهبَ الفنزويلي إلى إيران، ويبيعه مقابل ربح، قبل تحويل الأموال إلى حزب الله.
شبكات إجرامية
استطرد الكاتب: لا ينبغي لهذا أن يكون مفاجئًا، إذ عمل الحزب بجد لتأسيس وجود في أمريكا اللاتينية، لا سيّما في منطقة الحدود الثلاثية سيئة السمعة بين الأرجنتين والبرازيل وباراجواي، حيث يعيش عدد كبير من المهاجرين اللبنانيين.
وبيّن الكاتب أنه وفقًا لماثيو ليفيت، المسؤول الكبير السابق في وزارة الخزانة وخبير مكافحة الإرهاب في معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، فإن الحزب دعم شبكات لتهريب المخدرات لجني الأموال.
وأوضح أن حزب الله أنشأ شبكات إجرامية عابرة للحدود مماثلة في أوروبا وإفريقيا وحتى الولايات المتحدة؛ لتزوده بمصادر تمويل مستقلة تمامًا عن إيران، وقد جعل هذا من قمع المجموعة مهمة شاقة لجهات تطبيق القانون الأمريكية والدولية.
لعبة طويلة
خلص آدم لامون، إلى أن مواجهة حزب الله، الذي بالإضافة إلى سيطرته على شبكة إجرامية عالمية يحظى بأنصار سياسيين كثر في لبنان، تتطلب لعبة طويلة يخوضها أصدقاء لبنان الحر والديمقراطي.
ومضى يقول: من المؤكد أن إحدى الطرق التي سعت بها الولايات المتحدة إلى دعم الديمقراطية اللبنانية والبدائل اللبنانية لحزب الله هي دعم القوات المسلحة اللبنانية.
الطوارئ الاقتصادية تُجهد الجيش
أردف: لسوء الحظ، تؤدي حالة الطوارئ الاقتصادية والضعف السياسي في لبنان إلى إجهاد الجيش اللبناني إلى نقطة الانهيار، ويحذر قادة الأمن اللبنانيون من تراجع قدرتهم على تأمين البلاد في نفس الوقت الذي يقوم فيه المواطنون اللبنانيون والشرطة باقتحام البنوك للحصول على أموالهم.
وختم قائلا: من الصعب تحديد ما إذا كان من الممكن إيجاد حل لهذه المشاكل، لكن الجمود السياسي الطويل الأمد في لبنان يشير إلى أن الوضع سيزداد سوءًا قبل أن يتحسن.
