كم مرة حاولت أن تتذكر اسم شخص قريب منك ولم تستطع؟ أو كم مرة شبّهك أصدقاؤك بذاكرة السمكة؟ لا بأس، الكثير منا يتعرض لأكثر من ذلك. أبشرك، فالعلم دائمًا يملك الحل، فقد أجرى علماء من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدة، وجامعة بكين للمعلمين في الصين، بحثًا لاختبار فعالية العلاج بالضوء للتدهور المعرفي.
ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Science Advances، يمكن أن يكون العلاج بالليزر مفيدًا في علاج مشكلات الذاكرة قصيرة المدى.
وقد يحسن هذا العلاج غير الجراحي من الذاكرة العاملة للشخص بنسبة 25% تقريبًا. ويعرف باسم التعديل الضوئي عبر الجمجمة "tPBM".
ويتطبق علاج tPBM على قشرة الفص الأيمن للدماغ، إذ تعتبر هذه القشرة مهمة للذاكرة العاملة.
ووجد الباحثون أن المشاركين ممن تلقوا العلاج أظهروا تحسنًا بذاكرتهم العاملة في غضون بضع دقائق من تلقي العلاج. وراقب الفريق نشاط الدماغ أثناء وبعد تلقي العلاج من خلال مخطط كهربية الدماغ "EEG". بحسب موقع "only my health".
#Shorttermmemory problems can be improved with laser therapy, according to new study @ScienceAdvances https://t.co/tHzGMToRls— Medical Xpress (@medical_xpress) December 2, 2022
دراسات أخرى تؤكد العلاج بضوء الليزر
هناك العديد من الدراسات الأخرى، التي أجريت بواسطة العلاج بالضوء بالليزر على الفئران، وأظهرت تجارب البشرية أيضًا أن هذا العلاج يمكن أن يحسّن الوظائف المعرفية المختلفة بما في ذلك الانتباه والتركيز والعواطف ووقت رد الفعل.
وتُعد هذه الدراسة هي الأولى، التي أثبتت الصلة بين العلاج بالليزر "tPBM" والذاكرة العاملة.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص، الذين يعانون من اضطرابات مرتبطة بالانتباه، مثل اضطراب فرط الحركة وضعف الانتباه، يمكنهم أيضًا الاستفادة من هذا العلاج. ويأتي العلاج الجديد بدون آثار جانبية؛ وبالتالي يمكن لأي شخص تلقيه.
تجارب واقعية للعلاج لمدة 12 دقيقة
وأجرى الفريق البحث على 90 مشاركًا من فئات عمرية مختلفة. أعطوا علاج "tPBM" بأطوال موجية مختلفة، بعضهم تلقاه بأطوال موجية طويلة، وبعضهم بأطوال موجية قصيرة، واستمر العلاج لمدة 12 دقيقة. وفق موقع "only my health".
وبعد العلاج، طُلب من المشاركين تذكر الألوان والتوجهات على الشاشة، فأظهر الأشخاص الذين تلقوا العلاج بأطوال موجية طويلة نتائج أفضل مقارنة بالآخرين، وأثناء العلاج قام الفريق بتحليل مخطط كهربية الدماغ. لذلك توقع فريق البحث تحسن الذاكرة العاملة والأداء المعرفي بعد هذا العلاج.
وأوضح الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للوقوف على السبب الدقيق وراء كون علاج "tBPM" مفيدًا للذاكرة العاملة. في الوقت الذي يعتقدون فيه أن الضوء قد يحفز الخلايا العصبية الموجودة في قشرة الفص الجبهي مما يحسن من كفاءة الخلايا.
