حقق المنتخب السعودي المشارك في مونديال الدوحة لمباريات كأس العالم للعام 2022م، فوزاً مستحقاً ونوعياً على فريق الأرجنتين، وكان السؤال الذي طرحه عليِّ أكثر من شخص، هو هل هناك علاقة بين السياسة وبين الرياضة، وأجدها مناسبة كريمة لأعبر عن أطيب التبريكات للناس في بلادي وللقيادة المباركة خادم الحرمين الشريفين أيده الله بنصره، وسمو ولي عهده الأمين، الذي أوقد شعلة الفوز والتحدي وإثبات الذات في أفراد المنتخب لاعبين وإداريين وطاقم فني، واستوقفتني بعد المباراة المشهودة كلمة لأحد المحللين الرياضيين السعوديين، عندما أكد أن اللقاء الذي تشرف فيه أعضاء المنتخب وبعثة المملكة إلى المونديال بلقاء سمو ولي العهد أيده الله، والذي أكد لهم فيه أنهم ذاهبون إلى الدوحة يحملون أخلاق السعودية، يحملون الحب، والمطلوب منهم أن يمارسوا الرياضة كرياضة فن وذوق وأخلاق وانتصارات، وليسوا ذاهبين لمعركة أو قتال أحد، الشيء الآخر الذي أبرزته القيادة في ذلك اللقاء عنصر الواقعية، حيث تم التأكيد على تفهم المشاركة، أنها للأداء الرياضي الراقي، وللاستمتاع وامتاع الجماهير، وبطبيعة الحال وراء كل ذلك الهدف الأسمى وهو تحقق الانتصارات، التي هي فرحة للناس وقوة ناعمة إضافية تحققها البلاد، تعزز من مكتسبات الوطن. النتيجة الأولى للمنتخب السعودي في مونديال الدوحة، جاءت فرحة خالصة للناس في المملكة وفي الخليج وفي المحيطين العربي والإسلامي، ضاعف من قيمة هذا الفوز المكتسبات التي حققتها المملكة في السنوات القليلة الأخيرة، حيث بدا أن الخط السياسي السعودي في الإدارة والسياسة والرياضة يسير بطريقة متوازنة ومتوازية، وظهرت هذه الجهود وكأن كل منها يسند ويرفد الآخر، فكأن السياسي يدعم الرياضي، والرياضي تدعمه النجاحات في الموقف الاقتصادي. البعد الرياضي الخالص في الحدث ربما يميزه عنصران، الأول: أن المنتخب السعودي يمثل مع غيره أربع دول عربية تشارك في المونديال فقط، الشيء الآخر أن المملكة وكما أفاد أهل الاختصاص تأتي في مجموعة صعبة بمعنى قوية ولها تاريخ كروي معتبر، العنصر الآخر أن الفوز السعودي المشهود جاء على حساب فريق له اسمه عالمياً، وله تاريخ عريق ليس في المشاركات، بل في تحقيق الانتصارات، علاوة على أن هذا المنتخب يضم بين دفتيه أسماء تعد اليوم من أبرز نجوم اللعبة على مستوى العالم. لقاء الدوحة بين المنتخبين السعودي والأرجنتيني سيبقى حدثاً مهماً في تاريخ كرة القدم، وفي سجلات كأس العالم، الجميل والمبهج أن هذه البلاد المباركة أهدت هذا الفرح الكبير للجميع باقتدار.