يبذل الاتحاد الإفريقي جهودًا واسعة لرأب الصدع بين الفرقاء السياسيين الليبيين تمهيدًا لعبور الانسداد السياسي لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المؤجلة منذ نهاية العام الماضي.
وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي في تصريحات اليوم الثلاثاء، سعيهم لعقد اجتماع تمهيدي لمؤتمر مصالحة وطنية يضم جميع الليبيين، معربًا عن تمنياته أن يعقد في ليبيا، وأشار إلى أن المصالحة الوطنية هناك هي الأساس ويمكن أن تفتح بابا لاتفاق سياسي في البلاد.
وشدد على أن الاتحاد الإفريقي ينسق مع الأمم المتحدة، لافتًا إلى وجود دفعة جديدة للمسار السياسي في ليبيا تتضمن عدة مراحل وقد كلف الاتحاد بمرحلة المصالحة الوطنية.
الرئاسي يدعم ملف المصالحة
على صعيد متصل، بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ليل الاثنين مع وفد من مؤسسات المجتمع المدني ببلدية الساحل دور مؤسسات المجتمع المدني، والشباب ببلدية الساحل في دعم مشروع المصالحة الوطنية الذي يتبناه المجلس الرئاسي.
وقال المكتب الإعلامي للمنفي: إن الوفد أكد خلال اللقاء أن الخيار الوحيد للاستقرار في ليبيا هو الانتخابات لإنهاء الأجسام السياسية وعودة عجلة البناء والتنمية في أنحاء البلاد.
وأطلق المنفي في يونيو الماضي المرحلة الأولى من مبادرة المصالحة الوطنية الشاملة، للإسراع إلى إنهاء الفترة الانتقالية والسعي إلى إجراء الانتخابات، وقال المنفي: عقدنا العزم على تدشين هذه المبادرة الجادة في مصالحة وطنية شاملة لكافة أطياف الشعب ونطلق رؤيتنا لتحقيق المصالحة الوطنية تنفيذًا للعدالة وصون الحريات.
وأشار إلى أن الوقت قد آن لأن يتسامى ويتصالح الليبيون بعد معاناة الفرقة، وآن لكل ليبي وليبية أن يعيش في استقرار.
مسار انتخابي ليبي مقبول
في السياق ذاته، بحث نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني مع القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لدى ليبيا «ليزلي أوردمان» الحاجة إلى استعادة مسار انتخابي مقبول في البلاد.
وقال القائم بالأعمال الأمريكي بحسب تغريدة للسفارة على «تويتر»: إنه والكوني ناقشا خلال لقائهما في تونس أهمية دعم الاستقرار والفرص الاقتصادية والمشاركة السياسية بالنسبة لمنطقة الجنوب الليبي وكذلك الحاجة إلى استعادة مسار انتخابي مقبول.
وكان القائم بالأعمال الأمريكي بحث مع وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها نجلاء المنقوش الترتيبات والإجراءات اللازمة لإعادة فتح السفارة الأمريكية لتباشر أعمالها من العاصمة طرابلس، لتقديم عدة خدمات منها تسهيل التأشيرات لليبيين بصفة عامة والطلبة بشكل خاص دون معوقات.
وأكدت المنقوش البدء الفعلي في خطوات التمهيد للاستقرار السياسي وصولاً لانتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن وفق قاعدة دستورية صحيحة، والتنسيق لجهود العملية السياسية بقيادة ليبية، وذلك لدعم الاستقرار في الأراضي الليبية.
الانتخابات أساس تجاوز الأزمة
من جهته، اتفق المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي مع وزير الخارجية التركية التركي مولود تشاووش أوغلو على أن إجراء الانتخابات أمر أساسي لتجاوز أزمة الشرعية في ليبيا.
وقال في تغريدة على «تويتر»: إنه ووزير خارجية تركيا اتفقا خلال لقائهما في أنقرة على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتنسيق جهوده لمساعدة الليبيين في التغلب على هذه الأزمة التي طال أمدها.
وكان باتيلي أكد أن مؤسسات ليبيا تواجه أزمة مشروعية مشددا على الحاجة لتنسيق المبادرات الدبلوماسية ودعم جهود الأمم المتحدة.
وحذر في إحاطة أمام مجلس الأمن من أن إطالة الفترة الانتقالية في ليبيا يمكن أن يعرض البلاد لخطر الانقسام، مشيرا إلى أن بعض الفرقاء السياسيين يعيقون إجراء الانتخابات في البلاد التي يتطلب تنظيمها تضافر جهود الجميع.
