هل فكرت يوما أن تغير الحالة المزاجية أو النفسية مع تغير فصول السنة، ربما لا يتعلق بحبك أو كرهك للفصل ذاته، وإنما يتعلق باضطراب أو مرض يحمله مناخ هذا الفصل؟
الاضطراب العاطفي الموسمي "SAD"
إليك مثلا فصل الشتاء؛ يصل في المملكة إلى حوالي ثلاثة أشهر؛ أي رُبع العام، وخلال هذا الفصل ينتشر الاضطراب العاطفي الموسمي "SAD" فتصبح أيام الشتاء ثقيلة على قلبك ولا تمر، مع الخمول وفقدان الشغف وربما اليأس.
ويرى الأطباء أنه لا يمكن الحسم بالسبب الرئيسي في هذا الاضطراب، لكن ضوء الشمس له سبب لا يمكن إنكاره أيضا، خاصة أن الجزء الخلفي من العين إذا ضربه الضوء يمرر رسائل إلى الجزء المسؤول عن الشهية، ودرجة الحرارة، والجزء الخاص بالمزاج والنشاط، ومن ثم يحدث الخمول والشعور بالنعاس، لأن قلة الضوء تؤدي لتباطؤ الوظائف سابقة الذكر.
أسباب اضطراب الشتاء
الأمر لا يتعلق بتساقط الأوراق في جو غائم كئيب كما يعتقد البعض، وإنما بسبب قلة ضوء الشمس؛ وهو ما يؤدي إلى انخفاض السيروتونين وزيادة في الميلاتونين، ما يجعل نحو 5% من الأشخاص يعانون الاكتئاب العاطفي الموسمي "SAD".
والاضطراب العاطفي الموسمي ليس مجرد اكتئاب عابر يمكن التغاضي عنه أو إهماله؛ لأن ما يمكن أن يسببه من آلام جسدية واجتماعية _ طبعا بجوار النفسية_ ربما تؤدي لمشاكل كثيرة مثل فقدان الوزن وانخفاض الطاقة، وصعوبة النوم أو الإفراط في النوم أثناء النهار، أو حتى أفكار الموت أو الانتحار، لذا على كل شخص أن يتعرف على طرق التصدي له وعلاجه.
الوقاية والعلاج من اضطراب العاطفي
• وأول طرق العلاج التي يجب سلكها هي منع السبب الظاهر؛ أي التعرض لأشعة الشمس أكبر قدر ممكن من الوقت خلال أيام ذلك الفصل، وإدخالها للمنزل أو مكتب العمل من النوافذ.
• يمكن أيضا وضع خطة مستقبلية لفصل الشتاء، حتى يكون الشخص مشغولا بتنفيذها ويُجبر نفسه على الالتزام بها، ليحارب بذلك المشاعر السلبية التي قد تعتريه.
• يمكن أن يخدع الشخص عقله بضوء اصطناعي؛ وذلك من خلال استخدام مصابيح SAD، ما يجعل العقل يفرز مواده الكيميائية المحفزة للحالة المزاجية، ويستحسن استخدامه في غضون ساعة من الاستيقاظ.
• الانخراط مع الأصدقاء والعائلة، وممارسة الأنشطة الرياضية و الترفيهية؛ فكلها محفزات ومصادر للبهجة في هذه الأشهر.
• يمكن اللجوء للعلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب، وهي التي تعمل على تثبيط امتصاص السيروتونين الانتقائية.
