أشارت مجلة "بوليتيكو" إلى تلاشي تركيز الاتحاد الأوروبي على مكافحة تمويل النشاط الإرهابي، رغم عدم تراجع التهديد.
وبحسب مقال لـ "توم كياتينج"، المدير المؤسس لمركز الدراسات الأمنية والجرائم المالية في معهد رويال يونايتد للخدمات، كشفت التحقيقات اللاحقة لكل حادثة إرهابية وقعت في أوروبا عن الدور الرئيسي الذي لعبه التمويل.
فرص ضائعة لتجنب الكارثة
ولفت إلى أن التحقيقات كانت تسلّط الضوء بشدّة في كل مرة على الفرص الضائعة المحتملة لتجنب الكارثة عبر مكافحة تمويل العمل الإرهابي.
وتابع: استجاب الاتحاد الأوروبي في البداية للحوادث الإرهابية بنشر "خطة عمل لتعزيز مكافحة تمويل الإرهاب" في عام 2016، التي ركزت على موضوعين رئيسيين:
كيفية اكتشاف ومنع المنظمات الإرهابية وداعميها من نقل الأموال، والتأكد من استخدام أي تحركات مالية للمساعدة في تطبيق القانون وتعقب الإرهابيين ومنع الجرائم، وكيفية تعطيل مصادر دخل المنظمات الإرهابية من خلال استهداف قدرتها على جمع الأموال في المقام الأول.
تحرك متأخر مخجل
ووصف الكاتب على التحرك المتأخر بالمخجل باعتباره مؤشرا على اللامبالاة الأوسع تجاه مكافحة الإرهاب في بروكسل.
وأضاف: على الرغم من ثبوت محورية التمويل في هجمات 11 سبتمبر بالولايات المتحدة، لم يستيقظ الاتحاد الأوروبي على حقيقة التمويل باعتباره أحد أعمدة استجابة أوروبا للإرهاب، إلا بعد أكثر من عقد من الزمن.
وأشار إلى أنه مع انخفاض تواتر الهجمات الإرهابية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة بسبب تراجع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، أو بسبب ردود أكثر فاعلية من السلطات الأمنية، أو القيود بسبب جائحة كورونا، انخفض التركيز على مكافحة تمويل الإرهاب في أوروبا، وأصبح أمرًا تقنيًا يتم السعي إليه لتلبية متطلبات مجموعة العمل المالي بدلًا من كونه عنصرًا أساسيًا في دفاعات الكتلة لمكافحة الإرهاب.
عوامل تشتيت انتباه الاتحاد الأوروبي
أردف: لكن التهديد من إرهاب، المتطرفين أو اليمينيين أو غير ذلك، مستمر، كما أن تقدم التكنولوجيا يوفر مجموعة متزايدة من الفرص المالية للجهات السيئة.
وأشار إلى وجود عوامل عدة لتشتيت انتباه الاتحاد الأوروبي عن مكافحة تمويل الإرهاب، أهمها معالجة إخفاقات الإشراف على مكافحة غسيل الأموال لأعضائه، كما أن الحرب الروسية في أوكرانيا شكلت أيضًا تحديًا أمنيًا أكثر إلحاحًا للكتلة من التهديد المتراجع الذي يمثله الإرهاب
