شهد المحيط الهادئ خلال هذا الأسبوع الماضي فقط 29 زلزالًا في أماكن متفرقة على امتداده الواسع، وكان أكبرها الهزة الأرضية الواقعة بمحيط مملكة تونجا، التي كانت بقوة 7.3 على مقياس ريختر بحسب موقع "إيرث كويك" المتخصص في تتبع الزلازل.
وفيما تتزايد عدد الزلازل، التي تضرب الأرض في مختلف المناطق بها في ظل تغير المناخ الذي يشهده كوكب الأرض يبرز تساؤل، ما مدى تأثر الزلازل بالتغير المناخي ؟
WATCH: #BNNTonga Reports
On Friday, a strong underwater 7.3 earthquake happened near the island of Tonga in the southern Pacific Ocean.
This caused the government to issue a tsunami warning and sirens to sound off the island, telling people to seek higher ground. pic.twitter.com/TCTj1u7gSJ
— Gurbaksh Singh Chahal (@gchahal) November 11, 2022
زلزال تونجا.. يأتي بعد انفجار بركاني مع تحذيرات من تسونامي
لم تكد تستفيق مملكة تونجا من الثوران البركاني، الذي خلف أضرارًا هائلة عليها يناير الماضي، حتى ضرب زلزال أمس محيط المملكة.
كانت البلدة المكونة من عدة جزر في جنوب المحيط الهادي شرق أستراليا، عانت من تبعات بركان ثار في منطقة أرخبيل تونجا، قُدرت قوته بمئات أضعاف انفجار قنبلة هيروشيما بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن وكالة ناسا الفضائية.
NEW: Study confirms Tonga volcano had the highest plume ever recorded.
At 35 miles high, the ash cloud generated by the eruption is also the first to have been observed in the mesosphere, a layer of the atmosphere more commonly associated with shooting stars.
More info
— University of Oxford (@UniofOxford) November 4, 2022
وتسبب الأمر في موجة تسونامي عاتية اجتاحت جزر الأرخبيل ومحت جزيرة كاملة شمالي عاصمة تونجا نوكوألوفا، وطالت الأضرار أربعة أخماس السكان حسبما أعلنت سلطات البلاد وقتها.
واكتملت كارثة الجزر وقتها بزلزال ضربها بعد ثوران البركان بأيام معدودة وفق ما أوردته وسائل إعلام غربية، ومع حدوث زلزال أمس على بعد 209 كم شرق الجزر، ظهرت تخوفات من تسونامي أخرى تجتاح البلاد.
زلزال في المحيط الهادي الساعة 02:48 مساء اليوم بتوقيت المحلي بقوة 7.3 pic.twitter.com/634A4ERs0t
— مركز رصد الزلازل (@emcsquoman) November 11, 2022
إذ حذر مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ التابع للولايات المتحدة الأمريكية من احتمالية اجتياح موجة عملاقة لجزيرة ساموا الأمريكية مع تقدير بوصولها لسواحل تونجا ونيوي.
ما علاقة تغير المناخ بحدوث الزلازل
يؤثر التغير المناخي بعدة أشكال في حدوث كوارث طبيعية تضرب الكوكب الأرضي، وتأتي الزلازل ضمن قائمة تلك الكوارث.
وتتأثر الزلازل بالتغير المناخي بأشكال عدة، فوفق وكالة ناسا الفضائية، فإن حدوث الهزات الأرضية مرتبط بعوامل المناخ المتغيرة كالآتي:
- تأثير الجفاف على الزلازل:
تتأثر الزلازل بحدوث موجات جفاف على سطح الأرض، إذ في فترات الجفاف الطويلة والشديدة يزيد الإجهاد على القشرة الأرضية، فالغياب المطول للماء ثم عودته مرة أخرى في شكل أمطار يحرك الصخور، كما أن استهلاك البشر المتزايد للمياه الجوفية خلال الجفاف يفرغ الآبار من مخزونها ما يسبب تقلبات أرضية تؤدي لحدوث زلازل.
- ذوبان الجليد يحدث زلالزل بشكل غير مباشر:
تؤثر الأنهار المتجمدة بشكل مباشر على النشاط البركاني، فمع وجود الجليد تظل الحمم البركانية أسفله خامدة، حتى تذوب تلك الأنهار فينطلق العنان للحمم البركانية للخروج، التي يصاحبها غالبًا أو يتبعها نشاط زلزالي.
- الأعاصير والزلازل.. تأثير طفيف
تأتي الأعاصير المتزايدة بفعل التغير المناخي ضمن قائمة المؤثرات في حدوث الزلازل، فمع كثرة وقوع الأعاصير يحدث اختلال في الضغط الجوي بفعل التحرك الكبير للرياح داخلها، لكن تأثير هذه التغيرات تسبب زلازل طفيفة.
ويفسر الباحث في الكوارث الطبيعية، البروفيسير إيلان كليمان، وجود نشاط متزايد زلزالي في المحيطات خاصة المحيط الهادي، بأن ارتفاع مستوى سطح البحر بفعل التغير المناخي له دور في ذلك، إذ يؤدي إلى زيادة الضغط على خطوط الصدع المتواجدة بالفعل في المحيطات ما ينتهي بزلازل مدمرة أحيانًا.