سلّطت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، الضوء على طبيعة التغييرات المفاجئة التي شهدتها التعيينات الأساسية في الحزب الشيوعي الصيني.
وبحسب تقرير للوكالة، حطمت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني عقودًا من التوقعات حول كيفية نقل السلطة في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
غياب القدرة على التنبؤ
مضى التقرير يقول: منذ أن أسس الراحل دينغ شياو بينغ نظام الخلافة الحاليّ في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، لم يقعد رجل واحد البلاد ثلاث فترات متتالية، وأردف: من خلال تأمينه لولاية ثالثة، أثار الرئيس الصيني شي جين بينغ التكهنات بأنه قد يبقى لرابعة أو لفترة أطول.
وأضاف: لم تعد القواعد التي قدمت بعض القدرة على التنبؤ داخل التسلسل الهرمي في الصين، مثل الأقدمية وسن التقاعد غير المكتوب البالغ 68 عامًا، مهمة، متابعًا: على مدار الـ 20 عامًا الماضية، لم يتم تعيين أي شخص يبلغ من العمر 68 عامًا أو أكثر في اللجنة الدائمة، هذا النظام، الذي ساعد في ضمان استقرار السياسة الصينية النخبوية، لم يعد موجودًا.
وأضاف: بينما تجاوز "شي" الحد الأقصى للعمر ببلوغه 69 عامًا، غادر اثنان من أقرانه السابقين مبكرًا، وهما رئيس الوزراء لي كه تشيانغ (67 عامًا) وكبير المستشارين السياسيين السابق وانغ يانغ (67 عامًا ) ولم يُنظر إلى أي منهما على أنهما شريكان مقربان من شي، وتم إبعادهما.
انتهاء الأقدمية
يتابع التقرير: كما حطمت تشكيلة اللجنة أيضًا التوقعات بأن الأقدمية ستحدد رتبة اللجنة الدائمة، قفز رئيس شنغهاي، لي تشيانغ متقدمًا على عضوين جالسين للحصول على المركز الثاني، ما جعله في الطابور الذي يمكن أن يختار منه لمنصب رئيس الوزراء على الرغم من أنه لم يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، وهو شرط أساسي لكل من يشغل رئاسة الحكومة.
ومضى يقول: كانت خطة "شي" لكسر قاعدة العمر غير الرسمية للحزب متوقعة على نطاق واسع منذ تحركه عام 2018 لإلغاء حدود فترة الرئاسة، التي كان سيتعين عليه التخلي عنها العام المقبل.
تعيينات مثيرة للدهشة
أضاف التقرير: الأكثر إثارة للدهشة هو أنه تم السماح للجنرال في جيش التحرير الشعبي تشانغ يوشيا ( 72 عامًا ) ووزير الخارجية وانغ يي (69 عامًا) بالبقاء في المكتب السياسي الأوسع المكون من 24 مقعدًا، حيث لعب كلاهما أدوارًا مركزية في إدارة استراتيجية شي الجيوسياسية.
واستطرد: في غضون ذلك، تقاعد رئيس حزب شينجيانغ السابق تشين تشوانجو ( 67 عامًا ) الذي يواجه عقوبات أمريكية لدوره في قمع الأقلية المسلمة في المنطقة، قبل أن يبلغ 68 عامًا.
وأشار في الختام إلى أن الأكثر إثارة للدهشة، هو قرار خفض رتبة نائب رئيس الوزراء هو تشون هوا، الذي كان في يوم من الأيام أصغر شخص يتم تعيينه في المكتب السياسي على مدار العقود الثلاثة الماضية وخليفة محتمل لـ "شي".
