يخطئ الطفل في حالات كثيرة؛ لأنه لا يعرف السلوك الصحيح، وحتى عندما نعلِّمه السلوك الصحيح قد يُخطئ؛ لأنه لم يتلقَ منا تشجيعًا على ذلك، ما يزيد احتمال تكراره الخطأ، لذا علينا أن نعزز السلوك الصحيح ونشجعه في أطفالنا، فقد يُخطئ الطفل أحيانًا؛ لأنه وجد في الخطأ ما يُشبع حاجاته؛ لأننا لم نوفر له البديل الصحيح، وفي هذه الحالة يكون التعامل معه بتوفير هذا البديل، وذكر المستشار الأسري عبدالله الحسين أنه لابد من تعديل سلوك الوالدين والتخلي عن الإجبار وكثرة التوجيهات والمواعظ للطفل، مشيرًا إلى أن كل محاولة لتعديل السلوك المزعج لدى الطفل بأساليب سلبية كالعنف والتهديد والإغراء قد تدفع الطفل إلى تحويل السلوك المزعج إلى سلوك أسوأ وأصعب في العلاج، وأن التدليل هو المحرك الأساسي للعناد، ومن سوء التربية الحرية الزائدة وأسلوب التهديد الذي ينتج طفلا جبانًا في المستقبل.
أسلوب التربية
وأضاف: من عمر 7 سنوات إلى 18 سنة تتشكل 90% من شخصية الطفل التي سنراها في المستقبل، وأسوأ أسلوب في التربية هو التخويف، والأفضل في التربية هو الاحترام، فالتخويف هو أسوأ ما نفعله للطفل؛ لأنه أسلوب العاجز، وإذا عوقب الطفل فإنه ينتقم عندما يملك استخدام العقاب، وإذا غضب الطفل وصرخ أو ضرب، فلابد للوالدين من احتضانه لمدة دقيقة من غير أن نتكلم، ويجب ألا نعلّم الطفل الدفاع عن نفسه بالضرب، بل نعلمه كيف وإلى مَن يشكو، ويجب ألا نتدخل في أي شيء سلبي يفعله الأطفال دون سن السادسة، بل نتركهم يتعلمون المهارات الحياتية من خلال محيطهم، وأساس التربية السليمة هو «الطمأنينة»، فعبارة «أنا لا أحبك» هي أخطر عبارة تُقال للطفل، بل يجب أن نقول: «أنا لا أحب ما فعلته ولكنني أحبك»، وأفضل عقاب هو العقاب بالمدح «أنت طيب.. أنت مؤدب»، ويمكن أن يكون العقاب بمجرد نظرة أو بالامتناع عن التحدث معه ولكن لمدة دقيقتين فقط.
تغيير السلوك
وتابع: تحديد السلوك غير المرغوب «الذي نود تغييره» يكون بالتحدث مع الطفل بالتحديد حول ما ننتظره منه وما نريده، ونبيّن له كيف يمكن تحقيق ذلك، ويجب مدح وشكر الطفل على السلوك الجيد حتى يصبح عادة لديه مع تجنب استعمال العنف، وكن حاضرا مع أبنائك، فإذا افتقد الطفل اهتمام الوالدين فإنه يفقد دوافع تغيير السلوك، كما يجب عدم تذكيره بأخطاء الماضي؛ لأن ذلك يصيب الطفل بالإحباط، كما عليك عدم توجيه الأوامر للطفل وأنت في حالة غير طبيعية مثل التعب الشديد والغضب والتوتر.
كما أوضح أن الوالدين يتحدثان كثيرا ولا ينصتان لأبنائهما، والحوار المطلوب هو حوار عام مفتوح في أي مجال بعيدًا عن الأسرة أو المدرسة، فيجب أن نتحدث إلى الطفل منذ ولادته حتى لو كان لم يفهمنا؛ لأنه سيشعر بأهميته ويتعلم الحوار.
طريق العناد
وأكد أن الشعور بعدم الأمان يؤدي إلى شعور الطفل بأنه غير محبوب، وبالتالي غير مرغوب فيه، والشعور بالوحدة والضياع، كذلك هناك خطر على سلوك الطفل إذا كانت أمه عنيدة، وهنا إما أن يستسلم الطفل ويصبح ضعيف شخصية ومطيعًا وانطوائيًّا وخجولًا، وإما أن يسلك طريق العناد، ويتحول هذا العناد إلى تمرد، موضحًا أنه يجب ألا نحكم على سلوك الطفل من خلال تعامله مع أمه، وإذا بدأ الطفل بالضرب والصراخ والتمرد، فلابد من المواجهة إذا كان عناد الطفل فيه ضرر له أو لمَن حوله، وهنا نمنع الطفل من الضرر بالحب والاحتضان والحنان وليس بالعقاب، والخطوة الأولى هي تحديد السلوك الخاطئ لدى طفلك، والتعامل معه في ضوء معايير صحيحة، وليس تبعًا لتقلبات مزاجك، فقبل أن نحاكم الطفل على تصرُّفه، علينا أن نفهمه، وعلى المربي أن ينتبه إلى الأسباب البيئية للسلوك الخاطئ.
المعززات الإيجابية
واستطرد: كما يجب أن نتعلم كيف نساعد الطفل على إيقاف سلوكه غير المقبول، والتغاضي عن الخطأ الصغير الذي يحدث للمرة الأولى، وأن يشعر الطفل بأنك تلاحظ سلوكه بالنظر أو الاقتراب أو اللمس أو الإشارة، واطلب من الطفل التوقف عن حذره من وقوع عاقبة سلوكه ومخالفته، وعلّمه السلوك الصحيح، وقدّم له نموذجًا فعليًّا للسلوك الذي ترغب في تعليمه إياه، وعزز سلوكه بالمعززات الإيجابية الصحيحة، مثل تقديم الحلوى والألعاب والقصص التربوية الجاذبة، وممارسة هواية نافعة يحبها الطفل.
الأساليب السلبية تجعل السلوك المزعج أسوأ وأصعب في العلاج
الطفل قد يخطئ لإشباع حاجياته لأننا لم نوفر له البديل الصحيح
الحرية الزائدة وأسلوب التهديد ينتجان طفلا جبانا يخشى المواجهة