تسعى وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، الإثنين المقبل، إلى تحقيق إنجاز لم تشهده البشرية من قبل، بصدم مركبة فضائية عمدًا بكويكب لتحويل مساره، في اختبار رئيسي لقدرة البشرية على منع الأجسام الكونية من تدمير الحياة على الأرض.
وأطلقت المركبة الفضائية "دابل أسترويد ريدايركشن تست" (دارت) من كاليفورنيا في نوفمبر الماضي وهي تقترب بسرعة من هدفها (الكويكب ديمورفوس) الذي ستضربه بسرعة 23 ألف كيلومتر، أما حجمها فأصغر من حجم سيارة فيما يبلغ قطرها نحو 160 مترا.
تجربة ناسا تجعل ما رأيناه في السابق في أفلام وقصص الخيال العلمي مثل "أرماجيدن" و"دونت لوك أب" يبدو حقيقيا.
لحظة مثيرة في تاريخ البشرية
على الرغم من أن لا الكويكب ديمورفوس ولا الكويكب الأكبر الذي يدور حوله ديديموس يشكلان أي تهديد لأنهما يدوران حول الشمس على مسافة نحو 7 ملايين ميل من الأرض في أقرب نقطة.
واعتبرت وكالة "ناسا" أن من الضروري تنفيذ المهمة قبل أن تكون الحاجة إليها فعلية.
Live: Join senior leaders from NASA and @JHUAPL working on the #DARTMission, the world's first test of planetary defense. Preview mission milestones between now and impact with a non-threatening asteroid on Sept. 26. https://t.co/Icq23Hb49a— NASA (@NASA) September 22, 2022
وقال المسؤول في قسم الدفاع الكوكبي في "ناسا" ليندلي جونسون للصحفيين "إنها لحظة مثيرة ليس للوكالة فحسب بل أيضا لتاريخ الفضاء وتاريخ البشرية".
ومن المرتقب أن يحدث الاصطدام بين المركبة الفضائية والكويكب عند الساعة 19,14 بالتوقيت الشرقي (23,14 ت غ) ويمكن متابعته عبر البث المباشر لـ"ناسا"
ومن خلال الاصطدام بديمورفوس، تأمل "ناسا" في دفعه إلى مدار أصغر حيث توفر 10 دقائق من الوقت الذي يستغرقه للالتفاف حول ديديموس والذي يبلغ حاليا 11 ساعة و55 دقيقة، وهو تغيير سيكتشف بواسطة تلسكوبات أرضية في الأيام التالية.
إنجاز علمي وتحديات تقنية
من أجل استهداف الكويكب تتوجه المركبة بشكل مستقل خلال الساعات الأربع الأخيرة من الرحلة، مثل صاروخ موجه ذاتيا.
وتلتقط كاميراتها المسماة "دراكو" الصور الأولى للكويكب الذي لا يعرف شكله بعد في اللحظة الأخيرة، بمعدل صورة في الثانية، ليكون من الممكن رؤيته مباشرة على الأرض مع تأخير حوالي 45 ثانية فقط.
وبعد دقائق، يمر قمر اصطناعي بحجم علبة أحذية يسمى LICIACube وانفصل عن "دارت" قبل أسبوعين، قرب الموقع لالتقاط صور الاصطدام والمواد المقذوفة - الصخور المسحوقة التي ألقيت بفعل الاصطدام، على أن ترسل صور "LICIACube" في الأسابيع والأشهر التالية.
The #DARTMission will soon make #PlanetaryDefense history. Join us today at 3pm ET (1900 GMT) for a briefing on the planned impact at a small moonlet of a non-threatening asteroid. This test – the first of its kind – will take place on Monday, Sept. 26. https://t.co/d6szYZ44nB pic.twitter.com/7NTQzAC5sN— NASA Solar System (@NASASolarSystem) September 22, 2022
وتراقب الحدث مجموعة من التلسكوبات، على الأرض وفي الفضاء، من بينها "جيمس ويب".
يشار إلى ان مسبار "هيرا" الأوروبي المقرر إطلاقه عام 2024، ستكون مهمته مراقبة الكويكب ديمورفوس عن كثب في العام 2026 لتقويم عواقب الاصطدام وحساب كتلة الكويكب للمرة الأولى.
تهديدات فضائية حقيقية
يعتبر عدد قليل جدا من مليارات الكويكبات والمذنبات الموجودة في النظام الشمسي الذي تنتمي إليه الأرض خطرا على كوكب البشر، مع العلم أن أي منها لن يكون موضع تهديد في السنوات 100 المقبلة.
إلا أن كبير العلماء في "ناسا" توماس تسوربوخن قال "أضمن لكم أنه إذا انتظرتم مدة كافية، سيكون هناك جسم ما".
ورصد تسوربوخن نحو 30 ألف كويكب من كل الأحجام قرب الأرض، يُطلق عليها صفة أجسام قريبة من الأرض، أي أن مدارها يتقاطع مع مدار كوكب البشر، ويعثر على نحو 3 آلاف نوع جديد كل عام.
The #DARTMission is ready to make an impact (into an asteroid that poses no threat to Earth)!
Make plans to join @LPItoday on Sept. 26 at 6:30 p.m. EDT for a mission overview & live commentary as the DART spacecraft approaches and impacts Dimorphos.https://t.co/x0rMXI9Nv5— NASA STEM (@NASASTEM) September 23, 2022
جدير بالذكر أنه إذا أخطأت "دارت" هدفها، سيكون لديها كمية وقود كافية لمحاولة أخرى في غضون عامين، بينما إذا نجحت، ستكون خطوة أولى نحو عالم قادر على الدفاع عن نفسه من تهديد وجودي في المستقبل، بحسب ما قالت نانسي شابوت من مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة "جونز هوبكنز".