DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الموسوعة الكبرى» توثق إنتاج ألفي شاعر في التاريخ العربي

توفر للمتخصصين معلومات محكمة وتجنبهم صعوبات التنقيب.. الباحثة بوهراكة:

«الموسوعة الكبرى» توثق إنتاج ألفي شاعر في التاريخ العربي
تبذل الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة جهدا كبيرا في مجال توثيق الشعر العربي، وقطعت شوطا طويلا في ذلك رغم كثرة العقبات، وطبعت حتى الآن 5 أجزاء من «الموسوعة الكبرى للشعراء العرب»، جمعتها في جزء واحد، وكانت حصيلتها أكثر من ألفي شاعر وشاعرة من الوطن العربي، ما سهل على الباحثين والنقاد الوصول إلى معلومات توثيقية محكمة كانوا يفتقدونها في أبحاثهم في السابق.
بداية الفكرة
تقول بوهراكة: راودتني فكرة الاشتغال على عمل توثيقي يخص الشعراء منذ كنت طالبة في المرحلة الثانوية، لأننا كنا نجد صعوبة كبيرة في الحصول على بيانات لشعراء أدرجوا في كتب الدراسة، فتلبسني السؤال التالي: إذا كنا نجد صعوبة في الحصول على سير أدبية لشعراء المفروض أنهم مشهورون، فكيف حال الشعراء الذين همشهم الإعلام لسبب من الأسباب؟، إلى أن جاء عام 2007، فأعلنت عن اشتغالي الجاد لهذه الموسوعة التي طبعت بادئ الأمر في 5 أجزاء، قبل أن أجمعها في مجلد واحد وأطبعه عام 2016 بألفي شاعر وشاعرة، مشيرة إلى أنها صادفت العديد من العراقيل في أعمالها التوثيقية، يمكن تلخيصها في غياب الدعم المالي، والتواصل السلبي من قبل جل المؤسسات الثقافية للبلدان التي توثق لشعرائها، وتقديم سير أدبية مفبركة من بعض الشعراء، وشح المعلومات في بعض الأحيان.
اجتياز العقباتوأضافت: استطعت اجتياز كل العقبات بالصبر والتوكل على الله وبالعزيمة لبلوغ الهدف المنشود، وهو تحقيق السبق في بعض الأحيان واكتشاف معالم شعرية لم تكتشف من قبل، وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر كتاب «الرائدات في طباعة أول ديوان شعر نسائي عربي فصيح» فمضمون هذا الكتاب لم يجرؤ أحد قبلي على دخوله أو معرفة من ظفرت بقصب السبق في طباعة أول ديوان نسائي في بلدها، لكني استطعت فك هذه الشفرة التي ظلت مفقودة لسنوات طوال.
وحول تعاون شعراء الوطن العربي معها، قالت: يمكنني القول إن هناك إقبالا كبيرا وترحيبا من قبل الشعراء، ولكن هناك بعض الشخصيات التي تتعامل بنوع من الترفع وتطلب مني التوثيق لها عن طريق الإنترنت، فيكون جوابي هو عدم إدراجها نهائيا في الكتاب.
وأشادت بتجربتها مع شعراء وشاعرات المملكة، وقالت إن هناك تواصلا مهما معهم يتجلى في عدد الشعراء والشاعرات الموجودة أسماؤهم ومسارهم الشعري في كل من: «الموسوعة الكبرى للشعراء العرب»، و«موسوعة الشعر النسائي العربي المعاصر».
10 إصداراتوأوضحت أن إجمالي الكتب التي أنجزتها في مجال التوثيق، 5 موسوعات هي: «الموسوعة الكبرى للشعراء العرب»، وموسوعة «الشعر السوداني الفصيح»، و«50 عاما من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس»، وموسوعة «الشعر النسائي العربي المعاصر» ويضم 1011 شاعرة، وموسوعة «الشعر العراقي الفصيح»، أما الكتب فهي 5 أيضا وهي: «100 شاعرة من العالم العربي»، و«قصائد تنثر الحب والسلام»، وصدر بأربع لغات هي: العربية، والفرنسية «ترجمة فاطمة الزهراء العلوي»، والإنجليزية «ترجمة د. سعاد السلاوي»، والإسبانية «ترجمة ميساء بونو»، وكتاب «77 شاعرا وشاعرة من المحيط إلى الخليج»، و«شعراء سياسيون من المغرب»، و«الرائدات في طباعة أول ديوان شعري نسائي عربي فصيح»، وأخيرا «50 شاعرا وشاعرة من دولة الإمارات العربية المتحدة».
تجربة رائدةوحول التجربة الشعرية النسائية في المملكة، قالت: الشعر النسائي السعودي له بصمة خاصة في الخليج العربي، والرائدة في طباعته هي الشاعرة الأميرة سلطانة بنت عبدالعزيز السديري، أطال الله عمرها، فهي أول شاعرة سعودية وخليجية تطبع ديوان شعر فصيح تحت عنوان «نداء» عام 1956، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا عرفت الساحة الشعرية السعودية أسماء نسائية مهمة أسهمت في إثراء المشهد الشعري العربي بشكل عام، وظهرت في العلن باسمها الصريح بعدما كانت متوارية تحت أسماء مستعارة في عهود سابقة.
تواصل مباشروذكرت أنها ستعمل على موسوعة تخص «المغرب» كآخر عمل توثيقي، وستعود بعدها إلى صفوف الشعراء وتبتعد عن العمل التوثيقي، وعن سبب ذلك قالت: لست من عشاق الشهرة والنجومية، ولو كنت كذلك لاحترفت الغناء فهو أكثر ازدهارا في بلداننا العربية، لكني أعاني الويلات بسبب هذا المجال الصعب، فكما يعلم الجميع أني أتواصل مع الشعراء بشكل مباشر، وإن كانوا أمواتا أتواصل مع أسرهم لغربلة المعلومات والتأكد من صحتها، وهذا الأمر يأخذ مني جهدا جهيدا صحيا ونفسيا وزمنيا، ثم ماليا، وحاليا لم أعد قادرة على تقديم كل هذه التضحيات التي تحولت إلى انتحار بطيء، في غياب الدعم المؤسساتي للدول العربية.
غياب الإنصافوأشارت إلى أنه بالرغم من أن جهدها المبذول يساعد بشكل كبير في خدمة الذاكرة الشعرية العربية والحفاظ عليها عبر التاريخ فإنه لا يوجد إنصاف حقيقي، باستثناء مبادرة بيت الشعر بالخرطوم، وتكريم الإيسيسكو الذي جاء بعد مبادرة بيت الشعر في الخرطوم، ولكنها أنصفت من قبل شعراء وشاعرات علموا قيمة هذه الأعمال.
واختتمت حديثها بالقول: الباحثون والنقاد وجدوا في كتبي التوثيقية ملاذا لهم، لكني فوجئت بأحد الباحثين يخرج كتبا من موسوعاتي دون الإشارة إلى مصدرها، وناقد وجد ضالته النقدية في كتبي واشتغل عليها، ثم فاز من خلالها بجوائز مالية ضخمة، وأقول لهما: اتقوا الله في صاحبة هذه الجهود التي تشتغل بمفردها وأنتم ترتزقون من أعمالها.
أتواصل مع الشعراء أو أسرهم بشكل مباشر للتأكد من صحة المعلومات
هدفي خدمة البحث العلمي ولست ممن يلهثون وراء الشهرة والنجومية
الساحة الشعرية السعودية تحمل أسماء نسائية أثرت المشهد العربي بأكمله
أعاني الويلات في العمل التوثيقي وسأعود قريبا إلى صفوف الشاعرات