DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الدعم الأسري والحماية المجتمعية واستثمار الخبرات.. علاج «طلاق بعد التقاعد»

«اليوم» ترصد آراء المختصين حول الأسباب والحلول المتاحة للحد من الظاهرة (3 - 3)

الدعم الأسري والحماية المجتمعية واستثمار الخبرات.. علاج «طلاق بعد التقاعد»

يعد الطلاق قضية رئيسية بعد التقاعد، التي تعتبر من أخطر المراحل التي تمر على حياة الإنسان بشكل عام، والتي يجب أن يكون هناك تأهيل نفسي واستعداد لاستقبالها من الشريكين حتى لا يحدث طلاق نتيجة التغيرات في الحياة اليومية والابتعاد عن العمل، واستغلال الفراغ في أمور تبني لا تهدم.

وأكد مختصون لـ«اليوم» أن تزايد حالات الطلاق بين المتقاعدين تعود إلى عوامل نفسية واجتماعية ومرحلة مختلفة من العمر يجب التعامل معها بعناية من الشريك الآخر، مع أهمية وضع بدائل لإشغال وقت الفراغ بالأنشطة الثقافية والرحلات والمشاركة في الأندية الرياضية التي تساعد على الخروج من العزلة وتمنحهم الثقة بالنفس وتساعدهم على تحسين حياتهم الاجتماعية، إضافة إلى استغلال خبراتهم المتراكمة والطويلة في خدمة المجتمع.

التكيف مع الوضع الجديد

تغيير نمط وروتين الحياة

«السوشيال ميديا» تهدد الحياة الزوجية

هوايات مشتركة تعزز الألفة

تنمية المهارات الفكرية والرياضية

أضافت المستشارة الأسرية والتربوية فاطمة آل يارشي: على الراغبين في التقاعد التخطيط لذلك، ومشاركة الأسرة هذه المرحلة وأخذ آرائهم وبالأخص الزوجة، وأن تكون مشاركة في القرار وتبعاته ومشاركتها في معرفة ما يزعجها في حال التقاعد وتنظيم الوقت والنشاطات المقترحة، مع ترميم وتعويض ما سبق ووقع من أخطاء لجعل متعة التقاعد مشتركة مع الأسرة، وعلى الزوجة قراءة شخصية زوجها وظروفه بعد التقاعد وتكيف نفسها على ما تتوقع حدوثه حتى لا تقع في صدامات معه.

وأكملت أن من أبرز مشكلات المتقاعدين، الفراغ وتغيير الروتين والأوضاع المالية، والوضع الاجتماعي والأسري، والمستقبل والتخطيط له، وإذا لم يبدأ المتقاعد في تحديد هذه النقاط وإدخال زوجته شريكة له في معالجتها، وترك نفسه لمشاعر الإحباط والفراغ والصدامات والصراعات الداخلية والخارجية قد يصعب عليه الاندماج مع أجواء المنزل وأعباء الزوجة، ويبدأ في فرض نفسه على قراراتها وأسلوب حياتها، لأنه تفرغ لها ووجه كل اهتمامه لما تقوم به الزوجة، وهو ما تراها عبئا جديدا وأسلوبا للتحكم بها.

ذكرت الباحثة في التربية وشؤون الأسرة د. نجوى المطيري: التقاعد يؤدي إلى معاناة البعض من العديد من المشكلات والتحديات منها التعرض لحالات اكتئاب أو سوء الصحة النفسية بشكل عام، وهو ما يسبب أعراضا سيئة مثل: الحزن، وسوء الحالة المزاجية، واللامبالاة، وفقدان الشهية والبكاء.

وأضافت المطيري: من الحلول التي تشير إليها غالبية الدراسات العلمية لفترة ما بعد التقاعد هي: تغيير نمط وروتين الحياة المعيشية وذلك بالتخطيط لأشياء ممتعة، مثل قضاء الوقت مع العائلة، وتعلم هوايات جديدة، والاستمتاع بوقت فراغه، وأن يستمر في التواصل مع أصدقائه ويمكنه أيضا تكوين صداقات جديدة من خلال الانضمام إلى نادٍ صحي، أو نادٍ اجتماعي، ومن المهم جدا ألا يفقد الاتصال بالأشخاص الذين يمثلون أهمية بالنسبة إليه، وهناك بعض المقترحات التي يجب تبنيها وهي كيفية الاستفادة من خبرات المتقاعدين عن طريق إنشاء شبكة محلية للخبراء منهم وتعيين المنتجين منهم كمستشارين متطوعين بعد التقاعد للاستفادة منهم في كافة المجالات.

بيّنت الأخصائية الاجتماعية فاطمة الرشيدي، أن حالات الطلاق في السنوات الأخيرة في تزايد مستمر، وذلك بسبب التغير في البيئة الاجتماعية وتغير ظروف الحياة، وقد يكون أحد أسباب الطلاق «السوشيال ميديا» فلها تأثير على حياة الأسرة وأيضا تفكك العلاقات الزوجية بسبب الشعور بالنقص، وقد يكون أحد الأسباب التفاوت في العمر بين الزوجين وتباعد الفكر فيما بينهما. وأيضا التخبيب بين الزوجين من المسببات للطلاق، إضافة إلى أن بعض النساء تريد أن تكون مستقلة بحياتها وبحريتها، وترى أن الزواج ارتباط ومسؤولية.

وأضافت: المتقاعد يصبح لديه وقت فراغ، وقد تكون لديه متاعب صحية، وحساسية زائدة لذلك يجب مراعاة حالتهم الصحية والاجتماعية والنفسية. ومن الواجب مراعاة هذه الفئة العزيزة على المجتمع من خلال مراكز تهتم بها، وتنظيم أنشطة ثقافية ورحلات من قبل أندية الأحياء، ما يساعدهم على الخروج من عزلتهم وتمنحهم أيضا الثقة بالنفس وتساعدهم على تحسين حياتهم الاجتماعية.

لفتت الأكاديمية والمستشارة الأسرية والتربوية سارة السبيعي، إلى أنه كان من النادر الطلاق بعد التقاعد وفي سن متقدمة من العمر نظرا إلى طول العشرة والمودة وحفظ العهد، إلا أن ظهوره يعود إلى عدة أسباب منها أن الرجل كان مشغولا بعمله ويغيب لساعات طوال وفجأة يصبح كل وقته في المنزل مستغربا نمط الحياة ومتفرغا للنقد والتعليق ومتطلبا في حاجاته ومطالبا بالاهتمام وتسيير المنزل ومَن فيه حسب رغبته، إضافة إلى التغير الاجتماعي السريع، وتأثير منصات التواصل الاجتماعي، والتحول في بنية الأسر مما عمق الفجوات وعقد المشكلات وتباينت المتطلبات، وأصبحت التأثيرات الخارجية قوية جدا، وغياب لغة الحوار وتدني مستوى الوعي والتعبير عن الذات والحاجات ووضع حلول وسط لتقريب وجهات النظر، وشعور المتقاعد بأنه أصبح على هامش الحياة واهتزاز مستوى تقدير الذات لديه يجعله في حالة نفسية وعصبية متوترة بشكل متواصل، في حين تكون الزوجة في هذا العمر وصلت لمرحلة من الإجهاد والاستنزاف الجسدي والمعنوي، مما يؤثر في قدرتها على التعامل مع هذه المواقف.

وأضافت: يجب أن يخطط المتقاعد لمرحلته القادمة بوضع خطط بديلة للعمل وأنشطة مبهجة ومشاريع تناسب مجاله وقدراته، وممارسة هوايات نافعة مثل الرياضة والقراءة والسفر وغيرها، والتغاضي والتغافل وعدم التدقيق وتقليل التعليقات السلبية واعتماد لغة الحوار باللطف واللين، إضافة الى مراعاة الزوجين لبعضهما وتفهم خصائص المرحلة العمرية ومحاولة إيجاد أنشطة أو هوايات مشتركة تملأ الفراغ وتقرب القلوب.

أوضحت الباحثة وعضو هيئة تدريس بجامعة أم القرى والمستشارة الأسرية والتربوية ريم الغامدي، أن تزايد حالات الطلاق يعود إلى المشكلات الثقافية والفكرية ومحدودية الوعي الأسري تجاه قيمة النكاح والزواج أو على الوجه النقيض منه ما يسمى بالطلاق الآمن أو الانفصال بالتراضي، كما تظهر حالات الطلاق المتزايدة بأعداد كبيرة وغير متوقعة بين فئتين حديثي الزواج وفئة المتقاعدين، من أبرز أسباب كثرة الطلاق لدى المتقاعدين هو الفراغ المهني والوظيفي، كما تشير الكثير من الأبحاث العلمية المهتمة بالمجال الفسيولوجي الإنساني وعلم النفس الاجتماعي أن العوامل النفسية التي تخلف التقاعد تؤثر سلبا على الحالة النفسية لدى المتقاعدين وبالأخص لمَن كانت لهم مناصب قيادية وريادية في العمل الوظيفي قبل التقاعد، نظرا إلى تضاعف ساعات العمل والانشغال المستمر والضغوط التي تصاحب طبيعة العمل الممارس، وفي مثل هذه الحالات ننصح الكثير ممن يمر بمثل هذه المرحلة العمرية أن ينمي قدراته ويطور نفسه بالمزيد من المهارات الفكرية والرياضية والأدبية، وممارسة الهوايات الناعمة التي تخاطب الصحة النفسية والفكرية والجسدية، كالقراءة والكتابة والرسم والرياضات الحرة والفنون والأدب وغيرها.

الانخراط بالعمل المجتمعي

حساسية مفرطة تقلب المزاج

قالت الأخصائية الاجتماعية ريم العبيد: ترتبط كلمة التقاعد عند أغلبية الزوجات بمشاعر سلبية غير مرغوبة، وتمثل مشكلة نفسية حقيقية خصوصا لمن اعتاد العمل المتواصل الذي يبقيه بعيدا عن مجريات الأمور في بيته في معظم الأوقات، وليس التقاعد عن العمل وحده هو من يجعل الزوج أو الزوجة يعيشان في اضطرابات نفسية، بل أيضا المرحلة العمرية لها دور في سن التقاعد، والتي تصاحبها تغيرات نفسية تكون في الغالبية العظمى عبارة عن اضطرابات عصبية، وحساسية مفرطة، وتقلب في المزاج ويصبح لديه كثير من أوقات الفراغ، يتدخل في شؤون المنزل، بشكل ربما يسبب المشكلات والحساسية بين الأزواج ويهدد استقرار الأسرة، التي لم تعتد وجوده كثيرا بينها.

وأضافت: من أهم المشكلات التي تحصل للمتقاعدين بعد انتهاء فترة عملهم، خصوصا إذا كان التقاعد «إجباريا»، الشعور بالتهميش، وأنه شخص غير مرغوب به حتى بين أفراد أسرته، كما أن وقت الفراغ الذي يقضيه المتقاعد، يخلق صدمة لديه، وحالة من الوحدة والانعزال، وكذلك عدم الاتصال من قبل الزملاء والموظفين الذين كانوا معه في العمل، وكذلك جلوسه في البيت يجعله يتدخل بكل صغيرة وكبيرة بشؤون الأبناء والزوجة، وهو الشيء الذي لم يعتادوا عليه من قبل، لهذا السبب يحدث النفور من وجوده، ونظرا إلى التغيير الإجباري لنظام الحياة، وانخفاض الدخل المادي بعد التقاعد، حتى لو كانت لديه مدخرات كثيرة، يتعرض البعض للاكتئاب فيندفع البعض بالقيام بنشاط تجاري، قد يضع فيه كل مدخراته وأحيانا مكافأة التقاعد، ليستمر بالشعور بالأمان المادي، وبأنه لن يضطر يوما إلى العيش بأقل مما اعتاده هو وأسرته، ويلجأ آخرون إلى التقتير على أسرهم للسبب نفسه، وينكر غيرهم الخوف فيسرفون وكأنهم يطمئنون أنفسهم.

وأشارت «العبيد» إلى أنه على الزوجة أن تتعامل بكثير من الحكمة الصبر وتتقبل الوضع الجديد، وأن تجعل من وجود زوجها في المنزل مكسبا إيجابيا، يتيح لها فرصة للحوار والتواصل أكثر من ذي قبل. وبكثير من الصبر، ستتغلب على عصبيته وأنانيته، لتجعل منه زوجا متفهما كما أنها تستطيع تخطي مرحلة المعاناة، بتقدير مشاعر الزوج وأحاسيسه وتفهم وجهة نظره، خصوصا في تلك المرحلة الحرجة من حياته، فضلا عن تذكيره بخصوصياته ومشاركته وهواياته، وتشجيعه على زيارة الأهل والأصدقاء والأقارب والأهم من ذلك المحادثة الودية كلما سنحت الفرصة.

أشار رئيس مجلس إدارة جمعية المتقاعدين بالمنطقة الشرقية محمد القرناس إلى سعي الجمعية لدعم المتقاعدين من منسوبيها سواء من الرجال والنساء من خلال تجاوزهم لهذه المرحلة عبر مساعدتهم في الانخراط كأعضاء في الجمعية من أجل الاستفادة والمشاركة في البرامج التي تنفذها كالندوات والمحاضرات وبالتالي ستسهم هذه الأنشطة في رفع الوعي الاجتماعي والثقافي لديهم.

وأضاف: نسعى في الجمعية لنكون داعمين ومساندين لكل المتقاعدين بالتنسيق مع الجهات المعنية، وذلك من أجل الحد من ارتفاع نسب معدلات الطلاق في المملكة، وبحسب إمكاناتنا لدينا الاستعداد في تبني كل ما يمكنه دعم المتقاعدين للحد من حدوث المشكلات الأسرية من خلال التعاون مع المكاتب المختصة في القضايا الأسرية عبر تقديم استشارات بواسطة مختصين في هذا الجانب من منسوبي الجمعية بهدف رفع المستوى الثقافي والاجتماعي لدى كل متقاعد ومتقاعدة.