DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الفراغ وغياب التقدير والحوار الأسري.. مسببات للطلاق بعد التقاعد

"اليوم" ترصد آراء المتقاعدين حول الأسباب والحلول المتاحة للحد من الظاهرة (2 - 3)

الفراغ وغياب التقدير والحوار الأسري.. مسببات للطلاق بعد التقاعد
يعد الطلاق قضية رئيسية بعد التقاعد، التي تعتبر من أخطر المراحل التي تمر على حياة الإنسان بشكل عام، والتي يجب أن يكون هناك تأهيل نفسي واستعداد لاستقبالها من الشريكين حتى لا يحدث طلاق نتيجة التغيرات في الحياة اليومية والابتعاد عن العمل، واستغلال الفراغ في أمور تبني لا تهدم.
وأوضح متقاعدون لـ «اليوم» أن ارتفاع نسبة الطلاق بين المتقاعدين يعود لعدة أسباب أبرزها الفراغ، ووجود إحساس قوي بقرب النهاية بعد التقاعد، وبالتالي شعورهم بضرورة التخلص من بعض القيود العائلية، والتغيرات الفسيولوجية والنفسية، التي تصاحب تلك المرحلة العمرية، والحاجة إلى الراحة والمتعة والحرية، والشعور بالفراغ العاطفي، وغياب الحوار والتواصل الفعال بين الزوجين، وتراكم المشكلات والضغوط النفسية في ظل الانشغال بتربية الأطفال.
التحرر من ضغوط الحياة والمسؤولية
فقدان التقدير المناسب من الأهل
استثمار الخبرات في خدمة المجتمع
زيادة تعقيدات الحياة الحديثة
انخفاض الدخل المالي
ذكر المستشار المتقاعد عبدالقادر مكي: يحاول بعض الأزواج المتقاعدين البحث عن وسيلة تعيدهم إلى سنوات الشباب، فينفرون من زوجاتهم المتقدمات في السن ويرون في الزواج من فتاة صغيرة استرجاعاً لسنوات الشباب أما الزوجات المسنات اللواتي يقررن الطلاق فيجدن في زواج الأبناء انتهاء لمسؤوليتهن ما يمكنهن من التحرر من ضغوط الحياة والمسؤولية الملقاة على عاتقهن.
وأشار إلى أن علماء النفس يرون أنه في بعض الحالات يكون هناك إحساس متنامٍ لدى المتقاعدين بقرب النهاية والرغبة في التخلص من الضغوط النفسية واغتنام فرص الراحة والمتعة، وفي أحيان أخرى يوجد نوع من المراهقة المتأخرة يصيب بعض الرجال. مضيفا: توجد دراسة اجتماعية حديثة أظهرت أن نسب طلاق الأزواج فوق سن الستين ارتفع في السنوات الأخيرة على الرغم من الانخفاض في عدد حالات الطلاق لمَن هم دون هذه السن، ويعتبر ارتفاع عدد المسنين لا يعد سببا لازدياد نسبة الطلاق ولكن هناك عوامل أخرى ساعدت على ذلك من ضمنها تحسن الحالة المادية للزوجين، التي قد تمكنهما من الانفصال بأقل ضرر مادي، ويطلق علماء الاجتماع على طلاق كبار السن مزاج الشيخوخة باعتباره مؤشراً من بين مؤشرات التقدم في السن، معتبرين أن طلاق المتقاعدين ظاهرة اجتماعية حساسة نظراً لوضع سن الأزواج المنفصلين ورغباتهم في حياة جديدة من وجهة نظرهم.
بيّن المتقاعد والمستشار الاقتصادي د. محمد آل حفيان، أن كثيرا من المحطات في حياتنا تشكل نقطة فارقة، ومنها التقاعد من العمل في سن معينة، خصوصا للرجل، والرجل اعتاد على أن يكون بمركز معين بحكم عمله، ومن الصعب أن يجد نفسه فجأة في بيته وحيدا بلا عمل معين، ومن أهم المسببات للطلاق، خصوصا في السنة الأولي التالية للتقاعد الفراغ الذي يعيشه الزوج الرجل بعد التقاعد، والتدخل بشكل مباشر في أمور المنزل والأسرة بعد أن كان بعيدا عنها بحكم عمله، وفقدان التقدير المناسب له في وقت هو بأمس الحاجه له من الزوجة أو الأسرة، وبالتالي فقد الثقة بنفسه أو مَن حوله وإثارة المشاكل بسبب أو بدون، والمقارنات بين فترة ما قبل التقاعد وما بعدها في معاملة الزوجة أو المجتمع، والبقاء في المنزل لفترات طويلة يستدعي التدخل في أمور المنزل والتدخل المباشر في أعمال الزوجة والأعمال المنزلية.
وأضاف آل حفيان: من أهم الحلول أن يشغل المتقاعد وقته بأعمال خيرية أو تطوعية، والتركيز علي الاستفادة من خبرات المتقاعدين، ولا يقارن المتقاعد بالفترات الماضية وتقبَّل الوضع الجديد، ولابد أن يفهم المتقاعد أن التقاعد حافز لخدمه الأسرة والقرب بينهم والاستفادة من الوقت المتاح ومنح هذا الوقت للأسرة، ولابد أن تقدم جهة العمل برامج توعيه لمرحلة ما بعد التقاعد، وأن تكون هذا قبل التقاعد بفترة زمنية مناسبة حتى يتقبل المتقاعد وضعه الجديد.
أوضح اللواء متقاعد مسفر الغامدي، أن أسباب ظاهرة الطلاق بعد التقاعد عديدة ومنها، أن الموظف في القطاع العسكري أو المدني أمضى فترة طويلة من حياته قد تزيد على ثلث عمره بالعمل في أوقات محددة، وفيها كثير من الانضباط والجهد، وكذلك قضاء ساعات طويلة خارج المنزل، وهذا الأمر ينطبق أيضا على موظفي القطاع الخاص، إلا أنه يمكن معالجة الأمر عن تجربة شخصية. مضيفا: عندما تقاعدت مباشرة أشركت نفسى في كثير من الفعاليات الاجتماعية والتطوعية ولجان إصلاح ذات البين، وتقديم محاضرات في القطاعين العام والخاص، خاصة بالمؤسسات الحكومية، التي تتوافق مع التخصص الذي كنت أجيده وبدون مقابل، وممارسة الرياضة والرحلات الجماعية مع الزملاء المتقاعدين في العمل أو المجموعات الجديدة، التي تم التعرف عليها بعد التقاعد، ومن التجربة فإنني لا أجد الوقت الكافي للقيام بالمهام التطوعية الجديدة، ومن الغريب أن العائلة كثيرا ما يقولون إنني كنت أقضي معهم وقتا أكثر عندما كنت في الخدمة، ولكنهم في نفس الوقت سعداء بما أقوم به. والخلاصة يجب إشغال الوقت باستخدام الخبرات لمساعدة أبناء بلدك فلدى المتقاعدين ثروة لا تقدر بثمن وكم هائل من الخبرات التراكمية فلا تبخل على مجتمع بأمس الحاجة لها.
أكد المتقاعد عبدالله الخالد، أن الطلاق وتزايد أعداده ظاهرة عالمية، وترجع بين المتقاعدين لعدة أمور منها تعقيدات الحياة وزيادة الالتزامات المالية بسبب الظواهر الاجتماعيّة المستجدة على مجتمعنا، كالأفراح والمناسبات المبتكرة، التي تتطلب التزامات مالية يتحملها الزوج لتباهي بها الزوجة، وكذلك ما استجد من ضرورة السفر سنويّاً وما يرتبه ذلك على الزوج من أعباء مالية، قد يعجز أحياناً عن توفيرها، إضافة إلى مسألة أخرى مهمة وهي ظاهرة «النديّة»، وهي مطالبة المرأة بضرورة مساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات وهو ما يدفع كثير من النساء إلى الصدام مع أزواجهن، مما يدفع، في كثير من الأحيان إلى الطلاق، وأخيراً انفتاح كثير من المتقاعدين على العالم وسعيهم للزواج من فتيات في البلدان التي يزورونها، مما يدفع كثير من الزوجات إلى أن يطلبن الطلاق نكاية بالأزواج».
قال المتقاعد عبدالرحمن العميري: تزايد حالات الطلاق بين المتقاعدين يعود لعدة أسباب منها التواجد بشكل مستمر في المنزل، وكثرة الاحتكاك مع الزوجة والأبناء، والتداخل في أمور من اختصاص الزوجة، إضافة إلى انخفاض الدخل المالي مع ارتفاع الأسعار، وزيادة مساحة حق الزوجة في اتخاذ القرار والاختيار، ومن الحلول المقترحة لتجاوز هذه المرحلة الحساسة من حياة المتقاعدين تحسين دخل المتقاعدين وإشغالهم والاستفادة من خبراتهم.
تكريم ومساندة نظير خدمة الوطن
ممارسة الهوايات لتفريغ الطاقات السلبية
أضاف اللواء متقاعد عبدالله البوشي: الطلاق في خريف العمر ظاهرة اجتماعية حساسة يطلق عليها «مزاج الشيخوخة» و«الطلاق الرمادي»، وهي من الظواهر التي بدأت في التفشي مؤخراً حسب الإحصائيات المنشورة، لذا كثير من الدراسات النفسية والاجتماعية بحثت عن أسباب تفشيه وآثاره السلبية، خاصة أن هذه الظاهرة تعد من حالات «الفشل الزوجي» الأكثر إيلاماً، وذلك نظراً لطول سنوات العشرة الزوجية ووجود أبناء كبار وغيرها من الأمور.
وأكمل البوشي: هناك عدد من المسببات لهذه الظاهرة من أهمها وجود إحساس قوي بقرب النهاية بعد التقاعد، وبالتالي شعورهم بضرورة التخلص من بعض القيود العائلية، التغيرات الفسيولوجية والنفسية، التي تصاحب هذه المرحلة العمرية، والحاجة إلى الراحة والمتعة والحرية، والشعور بالفراغ العاطفي، وغياب الحوار والتواصل الفعال بين الزوجين، وتراكم المشكلات والضغوط النفسية في ظل الانشغال بتربية الأطفال، والحلول لهذه المشكلة تكون من خلال وجود مراكز اختصاصية تتضمن مستشارين للعلاقات الزوجية لدعم الزوجين وإدارة الحوار الفعال بينهما لتقريب وجهات النظر، والانضمام للأعمال الخيرية والتطوعية، وممارسة الرياضة «المشى» لتفريغ الطاقات السلبية، وممارسة الهوايات المتنوعة، والعمل على حل المشاكل الزوجية بصورة سريعة تجنباً لتراكمها، وحضور ورش ودورات تدريبية في التطوير والتخلص من الضغوط النفسية، فتح المجال الوظيفي لاستقطاب المتقاعدين كمستشارين وخبراء في الهيئات والمؤسسات المختلفة.
وأشار إلى أن هذه المشكلة تتجلى فيها الكثير من الآثار السلبية منها ما ينعكس على الأبناء، وتفكك بناء الأسرة الواحدة، والتأثير النفسي المدمر على كل من الزوجين ولكن الجدير بالذكر أن طول فترة العلاقة الزوجية لا يعد مؤشرا حقيقيا على استقرارها، وبالتالي عند استنفاد جميع الحلول للإصلاح فإن الطلاق في خريف العمر قد لا يعد سيئاً على وجه الإطلاق، بل قد يكون للبعض إيجابي وطوق نجاة وبداية جديدة للتغيير، ولا بد من التعامل مع المتقاعدين من الأولاد بكل احترام وتقدير وبشكل إيجابي في كل ما يطلبونه والبعد عن السلبيات معهم، وأخذ المشورة والرأي منهم، ومساعدتهم في كل أمور الحياه، وإبعادهم عن المشاكل الاجتماعية والنفسية والتجارية والمالية بقدر المستطاع.
قال العميد ركن متقاعد ناصر البلوي: لا يشكل الطلاق بعد التقاعد ظاهرة منتشرة بشكل كبير، وإن حدثت تعود لعدة أسباب منها أن المتقاعد لم يدرك دخوله مرحلة جديدة من مراحل العمر، ويتوجب عليه التكيف مع المرحلة بعقل وفكر قد يختلف عما كانت المرحلة السابقة، والوقت المضاف لحياة المتقاعد يشكل قضاءه تحديا كبيرا للسعادة به وليس للانتكاس، وعليه إدراك أنه يجب أن يستمتع بالمرحلة الجديدة ويسعد من حوله، ومن كانت وظيفته بمنصب ونفوذ عال وفقده بترك الوظيفة، قد ينعكس سلبا على حياته ومحيطه وهو يحتاج لمعالجة نفسية أولا، ولا يهم وجود مشاريع أو عمل بديل لملء الفراغ، ولكن المهم عقل يدرك المرحلة الجديدة ويسعى بخبرة السنين للسعادة فيها وعدم الجنوح للزوايا المظلمة والموت بالحياة.
وأضاف البلوي: لا حلول سحرية عاجلة لمعالجة حالات الطلاق بين المتقاعدين ولكن قد توجد حلول طويلة الأجل بأن يكون للمراحل ما بعد التقاعد تذكير دائم في مقرات الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والإعلام ومؤسسات المسؤولية المجتمعية، بحيث لا يأتي التقاعد إلا والمتقاعد مدرك للمرحلة والطريقة الأمثل للتعاطي معها، ونتمنى في قادم الأيام نتائج أحد مستهدفات رؤية 2030 في برنامج «جودة الحياة» أن نرى من الخدمات ما يدعم ويساند المتقاعد ويكرمه نظير خدمته للوطن.