DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

انقسامات «طالبان» تنذر بانزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية

من أبرز أسبابها.. توزيع المناصب القيادية والخلافات الأيديولوجية

انقسامات «طالبان» تنذر بانزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية
انقسامات «طالبان» تنذر بانزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية
مقاتل من طالبان أمام مجموعة من المواطنين في انتظار أدوارهم في أحد البنوك (د ب أ)
انقسامات «طالبان» تنذر بانزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية
مقاتل من طالبان أمام مجموعة من المواطنين في انتظار أدوارهم في أحد البنوك (د ب أ)
تساءلت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية عما إذا كان انقسام حركة طالبان الأفغانية يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية.
وبحسب مقال لـ «أكرم عمروف»، مدير مركز دراسات أفغانستان بجامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية، فإن المواجهة المتزايدة بين الفصائل المختلفة تضعف قوة طالبان؛ مما يجعل الانقسام في صفوف الحركة محتملًا بشكل متزايد.
وأشار إلى أن السهولة التي تمكنت بها الحركة من إزاحة حكومة أشرف غني من السلطة خلقت وهمًا حول قوة الجماعة وتوحيدها واستعدادها للسيطرة الكاملة على البلاد.
وأردف يقول: توقع المجتمع الدولي أن تعمل حركة طالبان على تحقيق الاستقرار في أفغانستان، ووضع البلاد بأكملها تحت سيطرة موثوقة من أجل إقامة السلطة الوحيدة والقضاء على التحديات الأمنية مثل الإرهاب وتهريب المخدرات.
وأضاف: لكن الضربة الأمريكية لزعيم القاعدة أيمن الظواهري تثير تساؤلات حول مصداقية وأمانة الحركة.
وصول طالبان
ومضى عمروف يقول: في الأشهر الـ11 الماضية منذ وصول طالبان إلى السلطة، واجهت الحركة عددًا من المشاكل الداخلية الخطيرة، بما في ذلك تصاعد الاشتباكات بين الفصائل بسبب التعامل مع الشركاء الأجانب، وصعود القومية البشتونية، وخروج الأقليات العرقية من الحركة، وعدم قدرتها على تحقيق الاستقرار في نظام إدارة الدولة.
وأضاف: في عملية توزيع المناصب القيادية في الدولة، تجد طالبان نفسها أمام مواجهة خطيرة بين مختلف الفصائل.
ومضى يقول: نتيجة للتأثير المتزايد والوجود في هياكل السلطة للفصائل الراديكالية والأيديولوجية، لم تتنازل الحكومة الأفغانية الجديدة مع المجتمع الدولي، فيما يتعلق بحقوق المرأة، والوصول إلى التعليم، والحريات للسكان.
ومضى يقول: يقود زعيم الحركة الشيخ هبة الله أخوندزاد مجموعة المحافظين في صفوف طالبان، ومن بين الممثلين البارزين الآخرين رئيس الوزراء الملا حسن أخوند، ورئيس قضاة المحكمة المركزية عبدالحكيم حقاني، وعمدة كابول الملا ندا محمد نديم، من ناحية أخرى، من بين القادة الأكثر اعتدالًا نائب رئيس الوزراء الملا بردار، ووزير التعدين والنفط الشيخ شهاب الدين ديلاوار، ونائب وزير الخارجية شير ستانيكزاي.
واستطرد: في الأشهر الأخيرة، كان هناك اتجاه واضح داخل طالبان نحو تعزيز وتوسيع دور البشتون بشكل كبير، في حين أن الحركة كانت قادرة في السابق على تجنيد الأوزبك والطاجيك والهزارة في الشمال وفي أماكن أخرى لتعزيز أهدافها، إلا أن قيادتها لا تزال تحت سيطرة نفس زعماء البشتون المتطرفين الذين حكموا أفغانستان في التسعينيات ويعارضون المساومة على الأيديولوجيا وتحقيق التوازن في السلطة.
وأشار إلى أنه إذا تمكنت طالبان من إيجاد صيغة لتوحيد هذه الفصائل، فستكون قادرة على تقوية النظام، وإلا فإن هذا الاتجاه سيضعف سيطرة الجماعة على البلاد وقد يشجع بعض الجماعات غير البشتونية على معارضة الحركة علانية.
عوامل نجاح
وبحسب الكاتب، كان أحد أهم عوامل نجاح طالبان في صيف عام 2021 هو حقيقة أن الجماعات الأوزبكية والطاجيكية انضمت إلى الحركة في شمال أفغانستان وتمكنت بشكل فعَّال من تحييد أي مقاومة من أمراء الحرب المحليين والقوات المسلحة في كابول.
وأضاف: لكن في الأشهر الأخيرة، تعرض مخدوم علم، أحد قادة طالبان من أصل أوزبكي، للاضطهاد. في مارس، تم تعيين الحاج مالي خان، عم سراج الدين حقاني، نائبًا لرئيس أركان القوات المسلحة لطالبان لمراقبة كاري صلاح الدين أيوبي، قائد القوات المسلحة الطاجيكية، كما كانت هناك زيادة في التوترات بين الحركة وأقلية الهزارة العرقية في أفغانستان.
وتابع: إضافة إلى سلسلة من الهجمات الإرهابية الموجهة ضد هذه المجموعة العرقية، تعرض بعض الهزارة المتعاونين مع طالبان في الآونة الأخيرة لاضطهاد غير مبرر، إذا لم تتمكن قيادة الحركة من إيجاد طريقة لحل المشاكل العرقية داخليًّا، فقد ينضم عدد كبير من القوات المسلحة غير البشتونية إلى صفوف جماعات المقاومة أو المنظمات الإرهابية الموجودة في أفغانستان.
وأضاف: على الرغم من وجودها في السلطة لمدة عام، فشلت طالبان في إظهار قدرتها على حكم البلاد بشكل فعَّال، لطالما كان للحركة باعتبارها حركة ذات تسلسل هرمي أفقي في الغالب، نظام حكم لا مركزي.
وأوضح أنه منذ الاستيلاء على السلطة في أغسطس 2021، تحاول طالبان بناء نظام حكم شديد المركزية من خلال التعيين المباشر للقادة المحليين من كابول، ومعظمهم من البشتون، وإنشاء تسلسل هرمي رأسي صارم.
وأضاف: ومع ذلك، فقد كسرت مثل هذه القرارات ميزان القوى الحالي بين القادة المحليين والقيادة العليا في البلاد، من خلال إعادة توزيع مصادر الدخل نتيجة لهذه التغييرات، ونقل القادة المستبعدين إلى مناطق نائية من البلاد، وملء المناصب الشاغرة بالبشتون، غيَّرت طالبان بشكل جذري ميزان القوى داخل الحركة وأضعفت بشكل كبير قدرتها على السيطرة على الأحداث في المحافظات.
الاتجاهات المختلفة
وتابع الكاتب عمروف: بشكل عام، في الأشهر الماضية، كان هناك انقسام كبير في اتجاهات مختلفة داخل طالبان، إن المواجهة المتزايدة بين الفصائل المختلفة حول القضايا المتعلقة بالإستراتيجية والأيديولوجيا والتعاون مع العالم الخارجي، ودمج الجماعات العرقية غير البشتونية في المناصب القيادية يضعف قوة طالبان، مما يجعل الانقسام في صفوف الحركة محتملًا بشكل متزايد.
ولفت إلى أن حكومة طالبان تواجه تحديات منهجية في ظل هذه الظروف، ومن غير المرجح أن تتغلب عليها في المستقبل القريب.
ومضى يقول: يمكن توقع أن يؤدي هذا الخلاف إلى اشتداد الصراع على السلطة بين مختلف فصائل الحركة، إذا أصيب اللاعبون الخارجيون المؤثرون بخيبة أمل بسبب عجز طالبان عن حل التحديات التي تواجه البلاد، فقد يزداد الدعم لقوات المعارضة بشكل كبير.
وأضاف: بناء على ذلك، قد يؤدي ذلك إلى جولة جديدة من حرب أهلية واسعة النطاق على أساس المواجهة بين الأعراق، لا يمكن استبعاد طالبان، التي كانت أيديولوجيتها الراديكالية وموقفها المتشدد تدفعها تدريجيًّا نحو العزلة الدولية، من هذا المسار.
واستدرك: لكن مع ذلك، فمن خلال الانخراط في حوار موثوق ومفتوح مع العالم الخارجي، وتقديم ضمانات أمنية للدول المجاورة، والتعاون بحسن نية في مكافحة الإرهاب، وتعزيز العلاقات التجارية مع الدول الأخرى، قد تتمكن طالبان من التغلب على تحدياتها وتصبح عضوًا كامل العضوية في المجتمع الدولي.