وتابعت: يدخل الطفل أيضا في معاناة مع جهازه العصبي الذي يعتقد طوال الوقت أن الطفل في خطر، فيفرز هرمونات تحميه من الخطر، وهذا النظام فعال في لحظات، لكن العيش المستمر فيه يؤثر سلبا على الجسم والنفسية، فيبدأ في إفراز هرمونات تجعل دقات القلب تتسارع وتشد العضلات، فيدخل في نوبة من القلق والانفصال عن الواقع.
وأوضحت أنه عندما يكبر الطفل معتقدا بشكل واع أو غير واع بأن الاقتراب من الناس ليس آمنا، تكاد ثقته بنفسه تكون معدومة، لأنه طوال حياته كان يعاقب على تصرفاته بطفوليته البريئة، فيعتقد أن الخطأ عنده وأنه شخص سيئ، فتنعدم ثقته في نفسه وفي الناس أيضا، ولا يتمكن من قول أو فعل ما يريد، لأن ذلك كان خطرا عليه في الماضي، ولا يستطيع تقبل أن جميع من حوله لا يرضون عنه، فيحاول إرضاءهم على حساب نفسه وصحته.
واختتمت حديثها قائلة: العنف الجسدي مثل الضرب وتشغيل الأطفال بأعمال شاقة غير مناسبة لبنيتهم الجسمية، يؤدي إلى الدخول في صدمات نفسية معقدة، والضرب المؤذي من الأم أو الأب يحطمهم داخليا، فبدلا من تلقي العناية والحب من الأم والأب، يتلقون الضرب، وبدلا من أن يتلقى التشجيع والتفهم يسمعون اللوم والتلاعب بالمشاعر.