فيروس ماربورغ.. مرض "استنزافي" يقتل في أسبوعين

فيروس ماربورغ هو مرض شديد الضراوة يسبب الحمى النزفية مع نسبة وفيات تصل إلى 88٪، وهو من نفس عائلة الفيروس الذي يسبب مرض فيروس الإيبولا.

يعود تاريخ هذا المرض إلى وبائين تفشيا في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا، وفي بلغراد، صربيا، في عام 1967، ونتج عن ذلك التعرف الأولي على المرض، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وارتبط تفشي المرض بالعمل المخبري باستخدام القرود الخضراء الأفريقية (Cercopithecus aethiops) المستودة من أوغندا، مع بداية القرن الحالي، وتم الإبلاغ عن حالات تفشي وحالات متفرقة في أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وجنوب إفريقيا لشخص له تاريخ سفر حديث إلى زيمبابوي وأوغندا.
وفي عام 2008، تم الإبلاغ عن حالتين مستقلتين للمسافرين الذين زارا كهفًا تسكنه مستعمرات خفاش روسيتوس في أوغندا.

أفادت منظمة الصحة العالمية بأن السلطات الصحية في غانا أعلنت عن أول ظهور لمرض فيروس ماربورج في البلاد.
ويأتي ذلك بعدما أكد مختبر تابع للمنظمة النتائج السابقة التي كان قد توصل إليها معهد نوجوتشي للأبحاث الطبية في البلاد، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وقالت المنظمة في بيان عبر موقعها الالكتروني مساء يوم الأحد إن المريضين من منطقة أشانتي الجنوبية - متوفيان وليسا بينهما قرابة- وقد ظهرت عليهما أعراض تشمل الإسهال والحمى والغثيان والقيء.
وتعود إحدى الحالتين لرجل 26 عاما، نقل إلى المستشفى في 26 يونيو الماضي وتوفي في اليوم التالي، فيما كانت الحالة الثانية لرجل 51 عاما نقل إلى المستشفى في 28 يونيو وتوفي في نفس اليوم.
وأشارت المنظمة إلى أن ماربورج هي حمى نزفية فيروسية شديدة العدوى، وأنها تنتمي إلى نفس عائلة مرض فيروس الإيبولا.

تنتج العدوى البشرية بمرض فيروس ماربورغ في البداية عن التعرض المطول للمناجم أو الكهوف التي تسكنها مستعمرات خفاش روسيتوس، بمجرد إصابة الفرد بالفيروس، يمكن أن ينتقل ماربورغ من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر من خلال إصابات بالجلد أو الأغشية المخاطي أو الدم أو الإفرازات أو الأعضاء أو سوائل الجسم الأخرى للأشخاص المصابين، وبالأسطح والمواد (مثل الفراش والملابس) الملوثة بهذه السوائل.
يبدأ المرض الناجم عن فيروس ماربورغ فجأة، مع ارتفاع في درجة الحرارة وصداع وتوعك شديديّن، مع آلام العضلات، ويمكن أن يبدأ الإسهال المائي الحاد وآلام البطن والتشنجات والغثيان والقيء في اليوم الثالث.
يمكن أن يستمر الإسهال لمدة أسبوعين وخلال ذلك تتغير ملامح المريض، وجوه بلا تعبير وخمول شديد، مع ظهور طفح جلدي غير مثير للحكة بين يومين و7 أيام بعد ظهور الأعراض.
يصاب العديد من المرضى بمظاهر نزفية حادة في غضون 7 أيام، وعادة ما يحدث نزيف في الحالات المميتة، غالبًا عبر طرق متعددة، إذ قد يظهر في القيء والبراز ومن الأنف واللثة والمهبل.
ويُعاني المرضى من حمى شديدة، ويمكن أن يؤدي تدخل الجهاز العصبي المركزي إلى الارتباك والتهيج والعدوانية، وشهدت بعد الإصابات التهاب في الخصيتين في المرحلة المتأخرة أي بعد نحو 15 يومًا.
وفي الحالات المميتة، تحدث الوفاة عادة ما بين 8 و9 أيام بعد ظهور المرض، وعادة ما يسبقها فقدان شديد للدم وصدمة.

تقول منتظمة الصحة العالمية، إن الرعاية الداعمة ومعالجة الجفاف بالسوائل الفموية أو الوريدية وعلاج أعراض معينة يساعد المرضى للبقاء على قيد الحياة، لكن لا يوجد حتى الآن علاج مُثبت متاح لمرض فيروس ماربورغ. ومع ذلك، يتم حاليًا تقييم مجموعة من العلاجات المحتملة بما في ذلك منتجات الدم والعلاجات المناعية والعلاجات الدوائية.

قد يكون من الصعب تمييز مرض فيروس ماربورغ (MVD) سريريًا إذ يتشابه مع أمراض معدية أخرى مثل الملاريا وحمى التيفود والتهاب السحايا والحمى النزفية الفيروسية الأخرى.
وتشكل العينات التي يتم جمعها من المرضى خطرًا حيويًا شديدًا، ويجب إجراء الاختبارات المعملية على العينات غير المعطلة في ظل ظروف الاحتواء البيولوجي القصوىن ويجب تعبئة جميع العينات البيولوجية باستخدام نظام تغليف خاص وهو عند نقلها محليًا ودوليًا.